المعلومات |
الكاتب: |
|
اللقب: |
طــالـــب عــــلـم |
الرتبة: |
|
البيانات |
التسجيل: |
Nov 2008 |
العضوية: |
255 |
المشاركات: |
222 [+] |
بمعدل : |
0.04 يوميا |
اخر زياره : |
[+] |
الإتصالات |
الحالة: |
|
وسائل الإتصال: |
|
|
المنتدى :
الإعلام وَ التربية و التعليم
ما الدور المطلوب من مربي الأجيال ؟
ما الدور المطلوب من مربي الأجيال ؟
التربية مهمة عظيمة سامية , كرم الله أهلها (وهم أهل العلم) في كتابه العزيز , فقال سبحانه : (هل يستوي الذين يعلمون , والذين لا يعلمون) فإن كان المهندس يتعامل مع الآلة , والطيار مع الطائرة , والموظف مع القلم , والورقة , فإن المدرس يتعامل مع ما هو أصعب من ذلك كله , وأهم , آلا وهو الإنسان , الذي قال الله فيه : (إن الإنسان خلق هلوعاً , إذا مسه الشر جزوعاً , وإذا مسه الخير منوعاً ) , وقال فيه : (إنه كان ظلوماً جهولاً) فالتعامل مع الطالب , مهمة ليست بالهينة , ولا ينجح في أدائها , إلا المهرة من البشر , وقليل ماهم.
فما هو الدور المناط بالمربين تجاه أجيالنا الواعدة الفتية ؟
هذه محاولة في هذه العجالة أن أستجمع الأفكار , وأضع بعض التجارب التي رأيتها نافعة للمربين , لتكون عوناً لنا عند التعامل مع أجيالنا الغالية , مع فلذات أكبادنا , علَّها أن تكون قبساً مضيئاً , ومشعلاً منيراً , (ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيراً كثيراً).
أولاً :
عليك أخي المدرس , بالابتسامة المشرقة , فهي البلسم الشافي , والمفتاح المجرب , للدخول إلى قلب الطالب , فلا تقابل الطالب بالوجه العبوس , المكفهر الحزين , أو الغضوب , ولكن بالابتسامة الحية الصادقة , فلا تحقرن من المعروف شيئاً , ولو أن تلقى أخاك بوجه طليق .
ثانياً :
أن تكون قدوة في قولك , وعملك , فلا تأمر الطالب بالصدق , وتكذب , أو الأمانة فتخون , أو الكلام الحسن فتتكلم بسيئ الألفاظ , ورديئها , (أتأمرون الناس بالبر, وتنسون أنفسكم , وأنتم تتلون الكتاب , أفلا تعقلون ) , واعلم أن الكلمة السيئة , التي تتفوه بها في لحظة , قد تنطبع في ذهن الطالب , أعواما عديدة , وتجعل بينه وبينك حاجزاً , فلا يتلقى منك .
ولو أنّ أهل العلم صانوه صَانَهم
ولو عظموه في النفوس لعُظما
ولكن أهانوه فهان ودنَّسُوا
مُحَيَّاهَ بالأطماع حتى تَجَهَّمَا
ثالثاً :
أن تنزل الطالب منزلته , فإن كان صغيراً ؛ تعطيه حنان الأبوة , وتعطف عليه , وتخلص في تربيته , كما تفعل مع أحد أبنائك , وإن كان كبيراً ؛ تحترمه , وتشعره بالتقدير , فلا تجرح كرامته بالكلام الجارح , وإنما تنتهج ألين السبل في تأديبه , وتقويمه , وتتدرج فيه قدر استطاعتك , فأنت في مقام تربية , لا إثبات رجولة , وشخصية.
رابعاً :
أن تحبب المادة إلى نفسه , وتشوقه إليها , فلا تصفها بالتعقيد , والصعوبة , بل باليسر , والسهولة , فكم من طالب كره المادة , والدراسة , بسبب ما يحاك حولها من التهويل , والتعظيم .
خامساً :
التحضير القوي للمادة , بحيث يشعر الطالب , بمحصلتك العلمية , وغزارتها , مما يبعث في نفسه الاحترام , والتقدير لأستاذه , فإذا شعر الطالب بخلو أستاذه من العلم , وأنه أجوف , خالي الوفاض , فحتماً سيقل تقديره , واحترامه له , وبالتالي ؛ قد لا ينصت له.
سادسا:
أن يقدم المدرس مادّته , بقالب يناسب الطالب , وعمره الزمني , ومستواه العقلي , فالطالب الصغير يحتاج إلى العرض المفصل , والأسلوب السلس البسيط , والحركات المشوقة , واستخدام ما يمكن استخدامه من الوسائل : كتغيير نبرات الصوت , وحركات الأيدي , والمدخل القصصي ...إلخ. لكن الطالب الكبير , يكفيه العرض الواضح , والأسلوب المشوق الجاد .
سابعاً :
أن لا يرفع صوته زائداً على قدر الحاجة , ولا يخفضه بحيث لا يسمع , وأن يرتب المادة العلمية على نقاط , وخطوات , حتى تتسلسل في ذهن الطالب بسهولة ويسر , فقد كان كلامه صلى الله عليه وسلم فصلا , يفهمه من سمعه , وكان إذا تكلم بكلمات , أعادها ثلاثاً , حتى تفهم عنه .
ثامنا :
أن يقول لأمر لا يعلمه : لا أعلم , فالكذب عاقبته وخيمة , وصاحبه مغبون ..
قال ابن عباس رضي الله عنهما : إذا أخطأ العالم : لا أدري , أصيبت مقاتله.
فمقولة : لا أدري , لا تضع من قدرك ؛ أخي المعلم , بل ترفعك في عيون طلابك , وتزيد الثقة بك , وبعلمك , وتدلّ على ورعك , وتقواك , وصلابة دينك .
تاسعاً :
أن توجه للطلبة أسئلة , على ما شرحته , حتى تتأكد من استيعابهم لما تقول , ولا تكتف بقول الطالب فهمت , فالحياء قد يدفعه لذلك , وهو لم يفهم !! , إذن فخير سبيل لسبر حصيلة الطالب , ومعرفة ما علق في ذهنه : السؤال .
عاشراً:
أن تشجع الطالب إن أراد السؤال , وأن لا تستهزىء به , وتضحك زملاءه عليه ؛ إن كان سؤاله غير سليم , بل تقوّمه , وتثني عليه .
الحادي عشر :
أن لا تنس عامل التشجيع , والحوافز المادية , والمعنوية , فالجائزة , أو الكلمة الطيبة , أو شهادة الشكر , والتقدير , لها أثر كبير جداً في نفس الطالب.
الثاني عشر :
أن تربي في الطالب حب الاستقامة , وأن تدلَّه على المسلك السَّوي , والأخلاق الفاضلة , وتحثه على العبادة , والتقوى , والزهد , والإيمان , وتحكي له سيرة نبيه صلى الله عليه وسلم , وسيرة صحابته , والصالحين من سلف هذه الأمة , (أفمن يمشي مُكِبَّاً على وجهه أهدى , أمَّن يمشي سوياً على صراط مستقيم) , فاحرص : أن لا تخلو حصتك من هذا النهج , وإن كانت حصة كيمياء , أو فيزياء , فعلم بلا إيمان , واستقامة , لا خير فيه , فما قيمة الإنسان , إن كان يحمل علماً , ولا يحمل أخلاقا , وتقوى ؟ ويحمل معلومات , ولكن بلا إيمان ؟.
لا تحسبن العلم ينفع وحده
ما لم يتوّج ربَّه بخلاق
الثالث عشر :
أن لا تنقطع المودة , بينك , وبين تلاميذك خارج أسوار المدرسة , بل ينبغي أن تزيد , وتتعمق , فالأخوة , والمحبة , والمعرفة , لا تخضع لوقت دون وقت , وزمان دون زمان , بل قائمة مادامت في مرضاة الله .
أخيرا :
اعلم أخي المربِّي : أن الطالب صفحة بيضاء , وغصن طري , وعقلية غضة , تحتاج منك إلى التعهد , والتوجيه , والرعاية , فلا تقصر في ذلك.
هي الأخلاق تنبت كالنبات
إذا سقيت بماء المكرمات
واعلم أن نبي الرحمة صلوات الله وسلامه عليه , تعلقت به قلوب البشر , وأطاعته , لما رأت عنده من اللين , والحكمة . قال تعالى : (فبما رحمة من الله لنت لهم , ولو كنت فظاً غليظ القلب , لانفضوا من حولك ) فسر على نهجه , تكن من المهتدين الراشدين .
أيها الأخوة هذه بعض الوصايا الهامة التي دونتها من تجربتي التعليمية , وحيث إن عدداً كبيراً من أعضاء المنتدى معلمون , فإني أطلب منهم تسجيل تجربتم لتعم الفائدة , فلا تبخلوا , وبالتوفيق .
|