تعرف ترفس ؟
سؤال غبي جداً
أقول لك : صدقت ربما يكون سؤالا غبياً عندما تفهمه بصورة خاطئة .
قد تقول لي : المسألة واضحة . كيف أفهمها خطأ ؛ هل تراني حمارا حتى تسألني سؤالاً بدرجة غباء عنوان موضوعك ؟
آسف , هذا خطأ ثاني منك ؛ هل الحمار وحده فقط يرفس ؟ لماذا لما يتبادر لذهنك الحصان ؟ أليس أكرم من الحمار .
هذا إذا كان الرفس كما تفهمه .
قد تقول : وهل هناك معنى آخر للرفس لا نعرفه ؟
أقول لك : أحسنت بسؤالك هذا وهذا ماكنت أتمناه أنك دخلت به ( مستفهما لا مفترضا ) .
وهنا دعني أبدأ مقالي :
لماذا هذا العنوان ؟!
الجواب لسببين :
الأول : حكمة قرأتها تقول :
الحصان الذي ينطلق بقوة لا يقدر أن يرفـس
والحصان الذي يرفس بقوة لا يقدر أن ينطلق .
الثاني : كثرة الرافسين في الحياة منعهم الرفس من الانطلاق .
صور الرفس في الحياة :
عاطل : يشتكي من عطالته ( الرفس ) لكن لا يبذل تجاه رزقه ما يكفي ( الانطلاق ) .
ناقد : كل عمل ناجح يجيد نقده ( الرفس ) لكن يقوم بدوره تجاه البناء ( الانطلاق ) .
عانس : معطلة القدرات بسبب الانتظار ( الرفس ) لكن لا تستغل وقتها في إطلاق قدراتها ( الانطلاق ) .
طالب : يشتكي من أستاذه أو دكتوره ( الرفس ) لكن لا يسأل كيف يتأقلم هو مع أستاذه ( الانطلاق ) .
طامح بالتغيير : يركز على عيوبه فقط في التغيير ( الرفس ) لكن لا يركز على نقاط قوته ( الانطلاق ) .
ربما تقول هنا : يكفي . . يكفي . . لا تنكأ الجراح . فُهم المقصود من الرفس , لكن ما الحل ؟
سؤال في قمة الروعة ولأجله كتبت , وأبشرك قريب جدا جدا منك حتى أنك تلامسه .
لماذا تلتفت يمينا ويسارا وخلفك .؟
أبحث عن الحل القريب جدا الذي تقول .
عفوا . لا يمكن أن تجده .
ربما تسألني : لماذا هذا التحطيم ؟ أليس رفسا منك تجاهي ؟
الجواب : ليس تحطيما , لأنك تكرر نفس الخطأ .
قد تقول لي : أي خطأ ؟!
أقول لك : أنك تبحث دائما في المكان الخطأ .
قد تسألني : كيف عرفت ذلك ؟
الجواب : من بحثك الآن , بحثت في كل اتجاه لكنك لم تبحث في المكان الصحيح ؟
قد تسألني : وأين المكان الصحيح ؟
الجواب : في نفسك ؟
قد تسألني : في نفسي ؟!!
الجواب : نعم . في داخلك ؛ الانطلاقة الصحيحة تبدأ من هنا .
أما سمعت بالحكمة التي تقول : ثمن العظمة هو تحمل المسؤولية .
وإن كنت تعارض هذه الحكمة فخذ هذه الآية : ( كل نفس بما كسبت رهينة )
بداية الانطلاقة :
* الخطوة الأولى :تحمل المسؤلية بأن تبدأ من نفسك .
*الخطوة التالية : ترك سؤال : ليه أنا كذا ؟ ليه الناس كذا ؟ ليه الظروف كذا ؟ ( الرفس ) .
و التركيز على سؤال : ماذا أستطيع أن نفعل لأجل أن أتقدم ؟ ما الذي يجب عليه فعله الآن ؟
ثم بادر له بعد التخطيط ( الانطلاق بقوة ) .
*الخطوة الثالثة : عندما تلدغك عقرب , ماذا تفعل ؟
تنتقم من العقرب أولا ثم توقف السم في جسدك ؟ أم توقف السم ثم تقتل العقرب ؟
أحسنت . . التصرف الحكيم هو أن توقف السم ثم تقتل العقرب حتى لا ينتشر في جسدك فيصعب علاجه .
والخطوة الثالثة الصحيحة , إيقاف المشكلة ووضع سد أمامها يمنع تدفقها وإغراقك فتكون أن المتحكم فيها
وليست هي المسيطرة عليه .
أمثلة تطبيقية :
..التخطيط لتحقيق هدف :..
( الرفس ) أن تركز على ما لا تملك مثال ذلك : شخص فكر ببناء منزل . فأول ما يتبادر للذهن الآراضي غالية . مواد البناء
تكلفة عالية , عندي أقساط سابقة . وهلم جرا .
هنا تتوقع كيف تكون نفسيته تجاه الهدف ؟ أحسنت الاحباط . والنفس تميل للراحة وتهرب من الألم . فالكثير هنا يتساقطون .
( الانطلاق ) أن تركز على ما تملك , مثال ذلك : شخص أراد البناء يفكر : كم أستطيع أوفر من راتبي , ما هي الأشياء التي يمكنني تقنين صرفي فيها , ما هي المؤسسات التي بإمكانها إقراضي ؟ إلى آخره .
هنا كيف تجد رغبته تجاه الهدف ؟ أحسنت . . أكثر حماسا ورغبة .
..دكتور في الجامعة صعب المراس..
( الرفس ) التفكير بطريقة الضحية والتخاذل لأن العذر والحجة جاهزان ( الدكتور الكثير يذمه ) فلماذا أتعب نفسي . أو التفكير في كيفية تغيير الأستاذ ( وهذا هو السؤال الصعب ).
( الانطلاق ) يوجد هناك من الطلبة من استطاع التميز عنده , فكيف الطريق إلى ذلك ؟ ما الشيء الذي يمكن فعله يساعدني على تفهم الدكتور ؟ ( وهذا هو السؤال السهل ) فنحن نملك أنفسنا لا نملك الآخرين .
..العنوسة..
( الرفس ) هو الانتظار والاستعجال على جواب سؤال ( متى يأتي ابن الحلال ) وأصعب لحظة هي انتظار المرغوب المجهول
مما يجعلها معطلة الفكر , وتصاب بالعمى عن كل ما هو إيجابي وجميل لأنها قصرت الحياة على شيء واحد غير مملوك .
فأشغلت نفسها بما لن تسأل عنه , وتركت ما ستسأل عنه .
( الانطلاق ) استغلال الفرص المهيأة التي لا يمكن أن تكون بعد الزواج , وتركيزها على فرصها ربما تكون سببا بعد توفيق الله في جلب ( ابن الحلال ) .
والحديث هنا ذو شجون ولعل يكفي من القلادة ما أحاط بالعنق ولعل الرسالة وصلت
فلننطلق ..