المنتدى الاسلإمي مقالات , مواضيع دينية , حوارات ونقاشات في المجال الديني |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
11-13-2011, 03:42 PM | المشاركة رقم: 1 | ||||||||||||||||||||
|
المنتدى :
المنتدى الاسلإمي
التبيان في شرح نواقض الإسلام _ مٌتجدد إن شاءالله
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين، ولا عدوان إلا على الظالمين، والصلاة و السّلام على رسولنا محمد وعلى آله و أصحابه أجمعين . السلام عليكم و رحمة الله و بركاته. التبيان شرح نواقض الإسلام الكاتب : سليمان بن ناصر العلوان الفهرس مقدمة الطبعة السادسة مقدمة الطبعة الأولى شرح نواقض الإسلام الناقض الأول من نواقض الإسلام؛ الشرك في عبادة الله الناقض الثاني من نواقض الإسلام؛ من جعل بينه وبين الله وسائط الناقض الثالث من نواقض الإسلام؛ من لم يكفر المشركين أو شك في كفره أو صحح مذهبهم الناقض الرابع من نواقض الإسلام؛ ومن اعتقد أن غير هدي النبي صلى الله عليه وسلم أكمل من هديه الناقض الخامس من نواقض الإسلام؛ من أبغض شيئاً مما جاء به الرسول صلى الله عليه الناقض السادس من نواقض الإسلام؛ من استهزأ بشيء من دين الرسول صلى الله عليه الناقض السابع من نواقض الإسلام؛ السحر فصل الناقض الثامن من نواقض الإسلام؛ مظاهرة المشركين ومعاونتهم على المسلمين الناقض التاسع من نواقض الإسلام؛ من اعتقد أن بعض الناس يسعه الخروج عن شريعة محمد صلى الله عليه وسلم الناقض العاشر من نواقض الإسلام؛ الإعراض عن دين الله تعالى حكم الهازل والجاد والخائف والمكره خاتمة ملحق مقدمة الطبعة السادسة بسم الله الرحمن الرحيم إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعود بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله، فلا مضلَّ له، ومن يضلل فلا هادي له. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنّ محمداً عبده ورسوله. أما بعد: فهذه الطبعة السادسة لكتابنا ((التبيان شرح نواقض الإسلام)). وقد زدت في هذه الطبعة بعض المسائل المهمة، لكثرة الجهل في هذا الزمان في توحيد العبادة، وحذفت ما ينبغي حذفه وكتبت ملحقاً آخر الشرح في التفريق بين تكفير الفعل وتكفير الفاعل لأن بعض الناس يخلط بين الأمرين فيرى التلازم بينهما، وهذا غلط كما ستراه موضحاً في الملحق. والله المسؤول أن ينفع به، وأن يرزقنا الإخلاص في القول والعمل. والحمد لله رب العالمين يُتبع بإذن الله....
|
||||||||||||||||||||
11-13-2011, 03:42 PM | المشاركة رقم: 2 | ||||||||||||||||||||
|
كاتب الموضوع :
أمل السلطاني
المنتدى :
المنتدى الاسلإمي
|
||||||||||||||||||||
11-13-2011, 03:43 PM | المشاركة رقم: 3 | ||||||||||||||||||||
|
كاتب الموضوع :
أمل السلطاني
المنتدى :
المنتدى الاسلإمي
|
||||||||||||||||||||
11-13-2011, 03:43 PM | المشاركة رقم: 4 | ||||||||||||||||||||
|
كاتب الموضوع :
أمل السلطاني
المنتدى :
المنتدى الاسلإمي
|
||||||||||||||||||||
11-13-2011, 10:16 PM | المشاركة رقم: 5 | ||||||||||||||
|
كاتب الموضوع :
أمل السلطاني
المنتدى :
المنتدى الاسلإمي
:Islam_s_116: |
||||||||||||||
11-14-2011, 09:28 PM | المشاركة رقم: 6 | ||||||||||||||||
|
كاتب الموضوع :
أمل السلطاني
المنتدى :
المنتدى الاسلإمي
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
|
||||||||||||||||
11-15-2011, 06:54 PM | المشاركة رقم: 7 | ||||||||||||||||||||
|
كاتب الموضوع :
أمل السلطاني
المنتدى :
المنتدى الاسلإمي
الناقض الثاني من نواقض الإسلام؛ من جعل بينه وبين الله وسائط بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين، ولا عدوان إلا على الظالمين، والصلاة و السّلام على رسولنا محمد وعلى آله و أصحابه أجمعين . السلام عليكم و رحمة الله و بركاته. الناقض الثاني من نواقض الإسلام؛ من جعل بينه وبين الله وسائط قال رحمه الله: ((من جعل بينه وبين الله وسائط؛ يدعوهم، ويسألهم الشفاعة، ويتوكل عليهم؛ كفر إجماعاً)). أقول: إن هذا الناقض من أكثر النواقض وقوعاً وأعظمها خطراً على المرء، لأن كثيراً ممن يتسمى باسم الإسلام وهو لا يعرف الإسلام ولا حقيقته جعل بينه وبين الرب جل وعلا وسائط يدعوهم لكشف الملمات وإغاثة اللهفات وتفريج الكربات، وهؤلاء كفار بإجماع المسلمين؛ لأن الله جل وعلا ما أنزل الكتب وأرسل الرسل؛ إلا ليعبدوه وحده لا شريك له، ولكن أبى ذلك عباد القبور، وجعلوا وسائط يسألونهم جلب المنافع ودفع المضار، وجعلوا ذلك هو العبادة التي أمر الله بها، ومن أنكر عليهم شيئاً من ذلك؛ رموه بعدم تعظيم الأولياء والصالحين. وهم بزعمهم الفاسد لا يسألون الله مباشرة تعظيماً منهم لله ويقولون: إن الله لا بد له من واسطة، كما أن الملك لا يُسأل إلا بواسطة الحجاب والله أولى بذلك من الملك. فهم والعياذ بالله شبهوا الله بالمخلوق العاجز، ومن هذا الباب دخلوا، حتى خرجوا من الإسلام، وفي الكتاب والسنة مما يبطل قولهم ويقطع دابرهم كثير. ومن تدبر القرآن طالباً للهدى ومؤثراً للحق، تبين له ذلك وتبينت له غربة الدين، وجهل كثير من الناس بدين رب العالمين. فمن ذلك قوله تعالى: (قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ لا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلا فِي الأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِنْ شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُمْ مِنْ ظَهِيرٍ * وَلا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ عِنْدَهُ إلا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ) [30]. وقال تعالى: (قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِهِ فَلا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنْكُمْ وَلا تَحْوِيلاً * أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُوراً ) [31]. وقال تعالى: (وَلا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَنْفَعُكَ وَلا يَضُرُّكَ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذاً مِنَ الظَّالِمِينَ * وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلا كَاشِفَ لَهُ إلا هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلا رَادَّ لِفَضْلِهِ يُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ) [32]. وقال تعالى: (قُلْ أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ قُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ ) [33]. وفي القرآن أكثر من ذلك مما يدل على وجوب إخلاص العبادة لله وحده، وعدم جعل الوسائط بينه وبين خلقه. وقد قال تعالى: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ) [34]. وكذلك النبي صلى الله عليه وسلم لما قيل له: ما شاء الله وشئت؛ قال: "أجعلتني لله عدلاً؟ ما شاء الله وحده [35]؛ لأن الواو في قوله: "وشئت"؛ تقتضي المساواة، والله جل وعلا تفرد بالإلهية، فيجب أن يفرد بالعبودية، ولا يساوى بأحد من خلقه في جلب نفع أو دفع ضرّ. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث العظيم الذي خرَّجه الترمذي وحسَّنه عن ابن عباس: "احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تُجاهك، وإذا سألت فاسأل الله ن وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء، لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، وإن اجتمعوا على أن يضرُّوك بشيء، لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رُفِعَت الأقلام، وجفت الصحف". قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "ومع علم المؤمن أن الله ربُّ كل شيء ومليكه؛ فإنه لا ينكر ما خلقه الله من الأسباب؛ كما جعل المطر سبباً لإنبات النبات؛ قال تعالى: (وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الأرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ) [36]، وكما جعل الشمس والقمر سبباً لما يخلقه بهما، وكما جعل الشفاعة والدعاء سبباً لما يقضيه بذلك؛ مثل صلاة المسلمين على جنازة الميت؛ فإن ذلك من الأسباب التي يرحمه الله بها، ويثيب عليها المصلين عليه، لكن ينبغي أن يُعرف في الأسباب ثلاثة أمور: أحدها: أن السبب المعين لا يستقل بالمطلوب، بل لابد معه من أسباب أخر، ومع هذا؛ فلها موانع؛ فإن لم يكمل الله الأسباب، ويدفع الموانع؛ لم يحصل المقصود، وهو سبحانه ما شاء كان وإن لم يشأ الناس، وما شاء الناس لا يكون إلا أن يشاء الله. الثاني: أنه لا يجوز أن يعتقد أن الشيء سبب إلا بعلم، فمن أثبت شيئاً سبباً بلا علم أو يخالف الشرع؛ كان مبطلاً، مثل من يظن أن النذر سبب في دفع البلاء وحصول النعماء، وقد ثبت في "الصحيحين" عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه نهى عن الذر، وقال: "إنه لا يأتي بخير، وإنما يستخرج به من البخيل". الثالث: أن الأعمال الدينية لا يجوز أن يتخذ منها شيء سبباً، إلا أن تكون مشروعة؛ فإن العبادات مبناها على التوقيف، فلا يجوز للإنسان أن يشرك بالله فيدعو غيره، وإن ظن أن ذلك سبب في حصول بعض أغراضه، ولذلك لا يُعبد الله بالبدع المخالفة للشريعة، وإن ظن ذلك؛ فإن الشياطين قد تعين الإنسان على بعض مقاصده إذا أشرك، وقد يحصل بالكفر والفسوق والعصيان بعض أغراض الإنسان، فلا يحل له ذلك؛ إذ المفسدة الحاصلة بذلك أعظم من المصلحة الحاصلة به؛ إذ الرسول صلى الله عليه وسلم بُعثَ بتحصيل المصالح وتكميلها وتعطيل المفاسد وتقليلها، فما أمر الله به، فمصلحته راجحة، وما نهى عنه؛ فمفسدته راجحة" اه كلامه [37]. والمشركون في قديم الدهر وحديثه إنما وقعوا في الشرك الأكبر لتعلقهم بأذيال الشفاعة؛ كما ذكر الله ذلك في كتابه؛ والشفاعة التي يظنها المشركون أنها لهم هي منتفية يوم القيامة، كما نفاها القرآن وأبطلها في عدة مواضع: قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لا بَيْعٌ فِيهِ وَلا خُلَّةٌ وَلا شَفَاعَةٌ وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ ) [38]. وقال تعالى: (وَأَنْذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْ يُحْشَرُوا إِلَى رَبِّهِمْ لَيْسَ لَهُمْ مِنْ دُونِهِ وَلِيٌّ وَلا شَفِيعٌ) [39]. فهذه الشفاعة المنفية هي التي تطلب من غير الله، لأن الله - جل شأنه وعز سلطانه - أثبت الشفاعة في كتابه في عدة مواضع، كما قال تعالى: (مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إلا بِإِذْنِهِ) [40]. وقال تعالى: (وَلا يَشْفَعُونَ إلا لِمَنِ ارْتَضَى) [41]. وقال تعالى: (قُلْ لِلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعاً) [42]. وقال تعالى: (وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئاً إلا مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَرْضَى) [43]. فعلى هذا؛ فالشفاعة شفاعتان: أ) شفاعة منفية: وهي التي تطلب من غير الله. ب) شفاعة مثبتة: وهي التي تطلب من الله، ولا تكون إلا لأهل التوحيد والإخلاص، وهي زيادة على ذلك مقيدة بأمرين عظيمين: الأول: إذن الله للشافع، كما قال تعالى: (مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إلا بِإِذْنِه) [44]. الثاني: رضا الرب عن المشفوع له؛ كما قال تعالى: (وَلا يَشْفَعُونَ إلا لِمَنِ ارْتَضَى) [45]؛ أي: قوله وعمله، أما المشركون؛ فتكون أعمالهم هباء منثوراً، فلا شفاعة لهم؛ معاملة لهم بنقيض قصدهم، فمن استعجل شيئاً قبل أوانه؛ عوقب بحرمانه. ---------------------------------- [30] سبأ: 22 - 23. [31] الإسراء: 56 - 57. [32] يونس: 106 - 107. [33] الزمر: 38. [34] البقرة: 186. [35] رواه أحمد (1/213 و214) من حديث ابن عباس وسنده حسن. [36] البقرة: 164. [37] انظر الفتاوى [1/137 - 138]. [38] البقرة: 254. [39] الأنعام: 51. [40] البقرة: 255. [41] الأنبياء: 28. [42] الزمر: 44. [43] النجم: 26. [44] البقرة: 255. [45] الأنبياء: 28. يُتبع بإذن الله....
|
||||||||||||||||||||
11-19-2011, 06:08 AM | المشاركة رقم: 8 | ||||||||||||
|
كاتب الموضوع :
أمل السلطاني
المنتدى :
المنتدى الاسلإمي
رااااااااااااااااااااااائع |
||||||||||||
11-19-2011, 07:02 AM | المشاركة رقم: 9 | ||||||||||||||||||||
|
كاتب الموضوع :
أمل السلطاني
المنتدى :
المنتدى الاسلإمي
الناقض الثالث من نواقض الإسلام؛ من لم يكفر المشركين أو شك في كفره أو صحح مذهبهم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين، ولا عدوان إلا على الظالمين، والصلاة و السّلام على رسولنا محمد وعلى آله و أصحابه أجمعين . السلام عليكم و رحمة الله و بركاته. الناقض الثالث من نواقض الإسلام؛ من لم يكفر المشركين أو شك في كفره أو صحح مذهبهم قال رحمه الله: ((من لم يكفر المشركين أو شك في كفره أو صحح مذهبهم)). لأن الله جل وعلا كَفَّرهم في آيات كثيرة من كتابه، وأمر بعداوتهم؛ لافترائهم الكذب عليه، ولجعلهم شركاء مع الله، وادعائهم بأن له ولداً، تعالى الله عما يقولون علوًّا كبيراً، وقد افترض الله جل وعلا على المسلمين معاداتهم وبغضهم. ولا يحكم بإسلام المرء حتى يُكَفِّرَ المشركين، فإن توقّف في ذلك مع ظهور الأمر فيهم، أو شك في كفرهم مع تبينه؛ فهو مثلهم. أما من صحح مذهبهم، واستحسن ما هم عليه من الكفر والطغيان؛ فهذا كافر بإجماع المسلمين؛ لأنه لم يعرف الإسلام على حقيقته، وهو: "الاستسلام لله بالتوحيد، والانقياد له بالطاعة، والبراءة من الشرك وأهله" وهذا والى أهل الشرك، فضلاً عن أن يكفرهم. وفي "صحيح مسلم" من طريق مروان الفزاري عن أبي مالك سعد ابن طارق عن أبيه؛ قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من قال لا إله إلا الله، وكفر بما يُعد من دون الله، حرم ماله ودمه، وحسابه على الله". فلا يُكتفى بعصمة دم المسلم أن يقول: لا إله إلا الله، بل لا بد أن يضيف إليها الكفر بما يُعبد من دون الله، فإن لم يكفر بما يُعبد من دون الله، لم يحرم دمه وماله، والسيف مسلول عليه؛ لإضاعته أصلاً من أصول ملة إبراهيم. التي أمرنا باتباعها والسير على منهجها دونَ تمييع لها مسايرة لشهوات أعداء الله. قال تعالى: (قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَداً حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ) [46]. هذه هي ملة إبراهيم التي من رغب عنها، فقد سفه نفسه. وقال تعالى: (فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى) [47]. قال الإمام محمد بن عبد الوهاب قدَّس الله روحه: "وصفة الكفر بالطاغوت: أن تعتقد بطلان عبادة غير الله، وتتركها، وتبغضها، وتكفر أهلها، وتعاديهم". وبهذا البيان يتبين لك ما عليه كثير من حكام البلاد التي تنتسب إلى الإسلام؛ لأنهم والوا أهل الإشراك، وقربوهم، وعظموهم، وجعلوا بينهم علاقات تدل على أنهم إخوان لهم، إضافة إلى ذلك أنهم عادوا أهل الدين وآذوهم وأودعوهم في السجون؛ فهل يبقى إسلام بعد هذا؟!". قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) [48]. وقال تعالى: (لا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ) [49]. فلا بد لكل مسلم يدين دين الإسلام أن يُكَفِّرَ المشركين، وأن يعاديهم، وأن يبغضهم، ويبغض من أحبهم، أو جادل عنهم، أو ذهب إلى ديارهم من غير عذر شرعي يرضاه الله ورسوله. وعلى المسلمين جميعاً أن يرجعوا إلى دينهم؛ فبه يحصل العز، وبه يحصل النصر، وبه تستقيم البلاد، وبه يحصل الفرقان بين أولياء الرحمن الذين ينصرون دينه وبين أولياء الشيطان الذين لا يبالون بما جرى على الدين إذا سلمت لهم مآكلهم ومشاربهم. ويجب على جميع المسلمين أن يكون لهم أسوة بإبراهيم الخليل (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ * إلا الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ) [50]؟! وعلينا أن نرجع إلى عقيدتنا وديننا ونمتثل أمر الله جل وعلا في حكمه في الكفار: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ) [51]. وقال تعالى: (فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ) [52]. وكلما أعرض الناس عن تحكيم الكتاب والسنة؛ سلّط الله عليهم عدوهم، فلما أعرض كثير من حكام الدول عن تحكيم شرع الله ورضوا بالقوانين الوضعية الملعونة الملعون محكمها؛ تدهورت بلادهم وتشتتت، وسامهم العدو سوم العذاب من حيث لا يشعون، لأن كثير من الرؤساء لا يهمهم إلا المحافظة على المناصب التي يتولونها، سواءٌ استعز الدين أم لا، مع أن العز والتمكين لا يكون إلا بالقيام بنصر هذا الدين؛ لأنه فرض لازم على كل من له قدرة وملكة يستطيع ذلك، ولكن أكثرهم لا يعلمون، وسبب ذلك بطانة السوء مع تقصير كثير من الدعاة إلى الله في التركيز على هذا الجانب. والله المستعان. وليعلم كل مسلم أن الكفار يسعون سعياً شديداً، ويحرصون كل الحرص، على إبعاد المسلم عن دينه حسداً من عند أنفسهم، فإن لم ينتبه الغيور على دينه من هذه الرقدة؛ فسوف يعض أصابع الندم حين لا ينفع، وسوف يجني ثمرة فعله, "ومن لم يغزُ غُزِيَ" ويجب على كل عالم وداعية وخطيت وإمام مسجد أن يبين للناس خطورة موالاة الكفار بالأدلة الشرعية من كتاب الله وسنة رسوله، ويبين لهم خطورة الذهاب إلى ديارهم، أو استقدامهم إلى ديار المسلمين؛ لأن الله قطع الموالاة والصلة بين المسلم والكافر، حتى ولو كان أقرب قريب؛ كما قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا آبَاءَكُمْ وَإِخْوَانَكُمْ أَوْلِيَاءَ إِنِ اسْتَحَبُّوا الْكُفْرَ عَلَى الأِيمَانِ) [53]. وقال تعالى: (لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الأِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ) [54]. وقال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَنْ تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ إِنْ كُنْتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَاداً فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاءَ مَرْضَاتِي تُسِرُّونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنْتُمْ وَمَنْ يَفْعَلْهُ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ) [55]. ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه عنه الشيخان من حديث أسامة: "لا يرث المسلم الكافر، ولا الكافر المسلم"؛ لئلا يقع بين المسلم والكافر علائق؛ حسم النبي صلى الله عليه وسلم المادة وقطع بينهما التوارث. وقال صلى الله عليه وسلم فيما صح عنهلا يقتل مسلم بكافر) [56]، وما ذاك إلا لهوان الكافر. كيف لا، والله جل وعلا يقول: (إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ) [57]؟!. وليعْلم كل مسلم أن الكفار من اليهود والنصارى وغيرهم لن يصطلحوا مع المسلمين، ولن يسالموهم ويرضوا عنهم؛ حتى يتبع المسلمون ملتهم، ويحذوا حذوهم؛ كما قال تعالى: (وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ) [58]. فهذا تهديد من الله ووعيد شديد على من اتبع دين الكفار، وأنه ليس له من دون الله ولي ولا تصير. وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم بمفارقة المشركين؛ لئلا يصير منهم، بل عظم الأمر وقال: "أنا بريء من كل مسلم يقيم بين أظهر المشركين". قالوا: يا رسول الله! لِمَ؟ قال: "لا تراءى ناراهما" [59]. وروى النسائي وغيره بسند جيد من حديث بهز بن حكيم عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "لا يقبل الله من مشرك بعدما أسلم عملاً أو يفارق المشركين إلى المسلمين". ونشكوا إلى الله جل وعلا غربة الدين، وتغير أحوال المسلمين فهم يسمعون هذه النصوص الصريحة المخيفة، ومع ذلك يذهبون إلى ديارهم، ويجلسون معهم، ويؤاكلونهم، ويضاحكونهم! وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "من جامع المشرك، وسكن معه، فإنه مثله". رواه أبو داود من حديث سمرة بن جندب، وفيه ضعف، ولكن يشهد له ما تقدم. # أين ملة إبراهيم؟! # أين الحب والبغض في الله؟! كل هذا لا يرفع به كثير من الناس رأساً. ولله درُّ العلامة سليمان بن سمحان حيث يقول: وَمِلَةُ إبْراهيمَ غُودرَ نَهْجُها *** عَفاءً فَأَضْحَتْ طامِساتِ المَعالِمِ وَقَدْ عُدِمَتْ فينا وَكَيْفَ وقَدْ سَفَتْ *** عَلَيْها السَّوافِي في جمَيعِ الأقالِمِ ومَا الدِّينُ إلاَّ الحُبُّ والبُغْضُ والوَلا *** كَذاكَ البرَا مِنْ كُلِّ غاوٍ وآثِمِ وَلَيْسَ لَها مِنْ سالِكٍ مُتَمَسِّكٍ *** بِدينِ النَّبِيِّ الأبْطَحِيِّ ابنِ هَاشِمِ فَلسْنا نَرى مَا حَلَّ بالدِّينِ وانْمَحَتْ *** الِملَّةُ السَّمْحَاءُ إحْدى القَواصِمِ فَنأْسَى عَلى التَّقصيرِ مِنّا وَنَلْتَجي *** إلى اللهِ في مَحْو الذُّنوبِ العَظائِمِ فنَشْكوا إلى اللهِ القُلوبَ الَّتي قَسَتْ *** وَرانَ عَلَيْها كَسْبُ تِلْكَ المآثِمِ أَلَسْنا إذا مَا جَاءَنا مُتَضَمِّخٌ *** بِأوْضارِ أهْلِ الشِّرْكِ مِنْ كُلِّ ظالِمِ نَهُشُّ إلَيْهِمْ بالتَّحيَّةِ والثَّنا *** ونُهْرَعُ في إكْرامِهِمْ بالوَلائِمِ وقَدْ بَرِئ المَعْصومُ مِنْ كُلِّ مُسْلِمٍ *** يُقيمُ بِدارِ الشَّركِ غَيْرَ مُصارِمِ ولكِنَّما العَقْلُ المَعيشِيُّ عِنْدَنا *** مُسَالَمَةُ العَاصينَ مِنْ كُلِّ آثِمِ قول الشيخ رحمه الله: ((أو صحح مذهبهم)): يدخل فيه ما يدعو إليه كثير من أهل هذا الزمان، ممن يدعون إلى الاشتراكية، أو يدعو إلى العلمانية، أو إلى البعثية؛ فهذه كلها فرق ضالة كافرة، وإن تسمى أصحابها باسم الإسلام؛ لأن الأسماء لا تغير الحقائق. ونشكوا إلى الله ما حلَّ بنا في هذا العصر الغريب، فقد انقلبت الموازين فأصبح الكثير يتعاملون مع الأسماء دون المسميات ومع الدعاوي دون البينات. فعدو الله الذي يحارب الدين ليلاً ونهاراً سرًّا وجهاراً قد صار مؤمناً موحداً عند الجهال المغفلين وأهل الشهوات، بدعوى أنه يتلفظ بالشهادتين، وما يغني عنه تلفظه بالشهادتين وقد صار جنديًّا من جنود إبليس، وحرباً على هذا الدين بالنفس والمال. فالله المستعان. -------------------- [46] الممتحنة: 4. [47] البقرة: 256. [48] المائدة: 51. [49] آل عمران: 28. [50] الزخرف: 27. [51] التوبة: 123. [52] التوبة: 5. [53] التوبة: 23. [54] المجادلة: 22. [55] الممتحنة: 1. [56] رواه البخاري (1/204 –فتح) من حديث أبي جحيفة عن علي به. [57] التوبة: 28. [58] البقرة: 120. [59] رواه: أبو داود، والترمذي، من طريق إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم عن جرير به، ورواته ثقات، ولكن أعله الترمذي وغيره بالإرسال. وهو الحق ولكن يشهدله ما بعده. يُتبع بإذن الله....
|
||||||||||||||||||||
11-22-2011, 11:07 PM | المشاركة رقم: 10 | ||||||||||||
|
كاتب الموضوع :
أمل السلطاني
المنتدى :
المنتدى الاسلإمي
شكرا
شكرا شكرا على جتهادك واسئل الله لك التوفيق في الدارين |
||||||||||||
(مشاهدة الكل) الأعضاء الذين شاهدوا الموضوع : 0 | |
لا توجد مشاهدات من الأعضاء لهذا الموضوع من قبل. |
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
لا إكــــــــــــــراه في قبول الإسلام ..... | أمل السلطاني | المنتدى الاسلإمي | 11 | 05-26-2011 08:53 AM |
تشكيله الفوز على ( الغرافه ) بعد العيد ان شاءالله | امجد العنزي | الرياضة والسيارات | 8 | 09-11-2010 10:16 AM |
حفظك الله يا أسد الإسلام | ابو عبدالله | المكتبة الصوتية والمرئية | 14 | 01-25-2010 09:59 PM |
من شعر شيخ الإسلام ابن تيمية | ابوعطاالله | منتدى الشعر والشعراء | 3 | 08-15-2009 12:53 AM |
نشـــــــــــر الإسلام بالقتــــــــــــــــــــــــل | حسين الهادي | [ المنتدى العام ] | 12 | 01-21-2009 09:02 PM |