فرَونَقُ الشمسِ أحياناً يُضاحِكُها ....)
--------------------------------------------------------------------------------
«®°·.¸.•°°·.¸¸.•°°·.¸.•°®»أبـــــــــــــــــــــو عـــــــــــبادة«®°·.¸.•°°·.¸¸.•°°·.¸.•°®»
هو أبو عبادة الوليد بن عبيد بن شملال بن جابر ،وقد لقب
بالبحتري نسبة إلى أحد أجداده وهو بحتر بن عتود.
ولد سنة 200 وقيل سنة 2006 ب"منبج" وهي بلدة بالشام بين حلب والفرات ونشا بها نشأة
عربية خالصة وبدا ينظم الشعر صغيرا ،واحب البحتري علوة الحلبية وشبب بها في كثير من
قصائده ، لكنه لم يشتهر إلا بعد اتصاله بابي تمام الطائي .ولما استوثق من قوة شاعريته يمم
شطر بغداد عاصمة الخلافة الإسلامية آنذاك،
ومدح ابن الزيات وزير الخليفة الواثق ،ولم يتصل بالخليفة الواثق أو يمدحه بل مدح ابنه
المتوكل حين اصبح
خليفة من بعده وبن خاقان، وقدم في مدحهما أجود شعره واحسن قصائده .أجاد البحتري في
اكثر أنواع الشعر وان امتاز بالوصف ،لكنه قصر في الهجاء .
ومن مميزات شعره حسن الديباجة وقرب معانيه من النفس وسهولة الألفاظ وعدم التكلف .
قيل للبحتري :ايما اشعر أنت ام أبو تمام ؟ فقال :"جيده خير من جيّدي وسيئي خير من سيئه ."
°ˆ~*¤®§(*§*)§®¤*~ˆ°قصيدة الحسناء°ˆ~*¤®§(*§*)§®¤*~ˆ°
يا من رأى البركةَ الحسناءَ رُؤيتَهُا
والآنساتِ إذا لاحتْ مَغانِـيهـــا
يَحسَبُهَا أنهـا مِن فَضْلِ رُتْبَتِها
تُعــدُّ واحدةً و البـــَحرُ ثانـيهــا
ما بالُ دجلَة كالغَيْرَى تُنافسهــا
في الحُسنِ طَوْرَاً و أطواراً تُباهيها
كأنَّ جِنَّ سُليـمـــانَ الذين وُلـوُا
إبداعهـــــا فأدَّقــوا في معــــانيهـــــا
تَنصبّ فيها وفودُ الماءِ مُعْجِلَةً
كالخيل خارجة من حبل مجُريهــا
كأَنَّما الفضةُ الــبـيضاءُ سائلــةً
من السبائكِ تجَرْي في مــجاريهــــا
فرَونَقُ الشمسِ أحياناً يُضاحِكُها
وَرَيِّقُ الغَــيــْثِ أحياناً يُبَاكِيـــهـــا
إذا الــنّجومُ تراءَتْ في جوانبهـــا
ليلاً حَسِبْتَ سماءً رُكِّبَت فيهــا
لا يبلغُ السَّمَكُ المحصورُ غايتَــهـا
لِبُعد مــا بَـين قاصـيهـــا و دانـيـــهـــا
صورٌ إلى صورة الدُّلفين يؤنسهـا
مـنــه انــزواءٌ بــــعـــينه يـوازيـــهـــا
مَحفـوفةٌ برياضٍ لا تـزالُ تَرَى
ريشَ الطّواويسِ تَحكيه و يحكـــيهـا
تحياتي .................................................. .............................. الغطاس