قصيدة.. وضعت قانوناً للجيوش الإسلامية

كان عمر بن الخطاب-رضي الله عنه-يمشي في الليل وهو يطوف ويتجول بين بيوت المسلمين, فسمع امرأةً تقول من الشعر:

]"تطاول هذا الليل واخضل جانبه ******** وارقني ان لا خليل ألاعبه"
"ألاعبه طوراً وطوراً كأنما ******** بدا قمراً في ظلمة الليل حاجبه"
"يسر به من كان يلهو بقربه****** لطيف الحشى لا تجتويه أقاربه"
"فو الله لولا الله لارب غيره ******** لحرك من هذا السرير جوانبه "
"مخافة ربي والحياء يصدني******** واكرام بعلي ان تنال مراكبه"
"ولكنني أخشى رقيباً موكلا******** بانفسنا لا يفتر الدهر كاتبه"
فقال عمر (ومالك)) ؟ فقالت: ذهب زوجي منذ أشهر إلى الجهاد وقد أشتقت إليه, قال: ((اردت سوءاً)) ؟ قالت : معاذ الله، قال : (فاملكي عليك نفسك ، فإنما هو البريد إليه). فبعث إلى زوجها ، ثم دخل على ابنته حفصه ،فقال: (( إني سائلك عن امر قد أهمني فافرجيه عني ، كم تشتاق المرأة إلى زوجها)) ؟
فخفضت رأسها واستحيت ، قال (( فإن الله لايستحي من الحق )) فأشارة بيدها ثلاثة أشهر ، وإلا فأربعة أشهر ، فكتب عمر بن الخطاب قانوناً ان لا تحبس الجيوش الإسلامية فوق أربعة أشهر . ((فسبحان الله ما أجلى وأصفى نفس الفاروق ، حينما يسمع امرأة تتألم على فراق زوجها ، فتكون أبيات هذه المرأة سببًا في تشريع حكم الجيوش الإسلامية ، وذلك بأن لايغيب المجاهد عن زوجته أكثر من أربعة أشهر.



........اللهم اغننا من حلالك عن حرامك وحفظنا وحفظ المسلمين من الفتن ........

أخي الحبيب:
بارك الله فيك في إرجاعنا لسيرة عمر رضي الله عنه ,
ولكن أحب أن أبين أن أول من وضع هذا القانون هو النبي صلى الله عليه وسلم , وليس عمر ,
ولكن عمر اقتدى بانبي صلى الله عليه وسلم , وإليك الدليل :


عن عبد اللَّهِ بن كَعْبِ بن مَالِكٍ الْأَنْصَارِيِّ :
أَنَّ جَيْشًا من الْأَنْصَارِ كَانُوا بِأَرْضِ فَارِسَ مع أَمِيرِهِمْ ,
وكان عُمَرُ يُعْقِبُ الْجُيُوشَ في كل عَامٍ , فَشُغِلَ عَنْهُمْ عُمَرُ ,
فلما مَرَّ الْأَجَلُ , قَفَلَ أَهْلُ ذلك الثَّغْرِ , فَاشْتَدَّ عليهم ,
وَتَوَاعَدَهُمْ ,
وَهُمْ أَصْحَابُ رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ,
فَقَالُوا : يا عُمَرُ إِنَّكَ غَفَلْتَ عَنَّا , وَتَرَكْتَ فِينَا الذي أَمَرَ بِهِ رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم من إِعْقَابِ بَعْضِ الْغَزِيَّةِ بَعْضًا.

رواه أبوداود في سننه (2960) في بَاب في تَدْوِينِ الْعَطَاءِ , ومن طريقه البيهقي في السنن الكبرى 9/29. وهذا حديث صحيح , ورجاله ثقات. صححه ابن الجارود في المنتقى 1/275 , والألباني في صحيح سنن أبي داود 8/309 .


فائدة :
• (يُعْقِبُ الْجُيُوشَ) قال الخطابي:"الإعقاب : أن يبعث الإمام في أثر المقيمين في الثغر جيشا يقيمون مكانهم , وينصرف أولئك , فإنه إذا طالت عليهم الغيبة والغربة تضرروا به , وأضر ذلك بأهليهم". عون المعبود 8/125.

يعطيك العافيه

جزاك إنما هو نفلا عن كتاب ديوان عمر بن الخطاب سيرة أدبية وْشعرية الله خير يابو عتمان للكاتب

( عمر بن حسين موحان ) صفحة 267 ومن مصادره (إبن الجوزي) مناقب عمر (71 )
ومحاسن الأضداد (189 )

ومشكور على الإيضاح....

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالرحمن الحبيل

جزاك إنما هو نفلا عن كتاب ديوان عمر بن الخطاب سيرة أدبية وْشعرية الله خير يابو عتمان للكاتب

( عمر بن حسين موحان ) صفحة 267 ومن مصادره (إبن الجوزي) مناقب عمر (71 )
ومحاسن الأضداد (189 )

ومشكور على الإيضاح....

أخي الحبيب المصادر التي ذكرتها ليست المصادر الأصلية لهذه القصة , لأنها متأخرة وتنقل عن غيرها ولا تسوق الرواية بالسند .

وإليك بعض المصادر الأصلية التي ذكرت هذه القصة بالسند :
جاءت هذه القصة عن عمر من أوجه، وبيانها كمايلي:
ـ رواها محمد بن إسحاق في السيرة - كما في تفسير ابن كثير (1/269)، والدر المنثور (1/653)، ورواها ابن أبي الدنيا في العيال (494)، والإشراف في منازل الأشراف ص(121) من طريقه به.
في إسناده سلمان بن جبير لا يكاد يُعرف، إلا أن القصة جاءت من طرق متعددة يقطع معها الناظر أنها ثابتة.
ـ ورواها أيضاً مالك في الموطأ ( في غير رواية يحيى بن يحيى الليثي - كما في تفسير ابن كثير (1/269)، ورواها من طريقه إسماعيل القاضي، ومن طريقه البيهقي في السنن (9/29) من طريق إسماعيل بن أبي أويس عن مالك عن ابن دينار عن ابن عمر عن عمر - فأدخل بينهما ابن عمر فزالت علة الانقطاع،
فالقصة التي ذكرتها عن عمر ثابتة .
- ورواها عمر بن شبة في أخبار المدينة (1292) عن الهيثم بن خارجة، ورواها سعيد بن منصور (2463)، كلاهما ( الهيثم، وسعيد بن منصور ) عن العطاف بن خالد، ورواه عمر بن شبة أيضا(1290) عن عمرو بن عاصم قال حدثنا حماد بن سلمة .
كلاهما ( العطاف، وحماد بن سلمة ) عن زيد بن أسلم قال: خرج عمر رضي الله عنه ليلة بحرس فمر على امرأة وهي في بيتها تقول...فذكر القصة.

وتقبل شكري وتقديري .

بمناسبة القصة الواردة عن عمر رضي الله عنه مع المرأة , أود أن أذكر قصة أخرى مشابهة لها نستفيد منها , ونعرف كيف بلغت حكمت السابقين من رجالات الإسلام :

وإليكم القصة الجميلة :

قصة جميلة جرت في عهد عبدالملك بن مروان شبيهة بما ورد عن عمر:

روى الحافظ ابن عساكر في تاريخ مدينة دمشق (70/285) من طريق العباس بن هشام الكلبي قال: ضرب عبدالملك بن مروان بعثاً إلى اليمن فأقاموا سنين حتى إذا كان ذات ليلة وهو بدمشق قال: والله لأعسن الليلة مدينة دمشق، ولأسمعن الناس ما يقولون في البعث الذي أغزيت فيه رجالهم وأغرمت فيه أموالهم فبينا هو في بعض أزقتها إذا هو بصوت امرأة قائمة تصلي فتسمَّع إليها فلما انصرفت إلى مضجعها قالت: اللهم يا غليظ الحجب ويا منزل الكتب ويا معطي الرغب ويا مؤوي الغرب ويا مسير النجب أسألك أن تؤدي غائبي فتكشف به همي وتصفي به لذتي وتقر به عيني وأسألك أن تحكم بيني وبين عبدالملك بن مروان الذي فعل بنا هذا فقد صير الرجل نازحاً والمرأة متقلقلة على فراشها ثم أنشأت تقول:

تطاول هذا الليل فالعين تدمع .:. وأرقني حزني فقلبي موجع

فبت أقاسي الليل أرعى نجومه .:. وبات فؤادي عانيا يتفــزع

إذا غاب منها كوكب في مغيبـه .:. لمحت بعيني آخرا حين يطلع

إذا ما تذكرت الذي كان بيننــا .:. وجدت فؤادي للهوى يتقطع

وكل حبيب ذاكر لحبيبـــــــه .:. يرجى لقاءه كل يوم ويطمع

فذا العرش فرج ما ترى من صبابتي .:. فأنت الذي ترعى أموري وتسمع

دعوتك في السراء والضر دعوة .:. على علة بين الشراسيف تلذع

فقال عبدالملك لحاجبه: تعرف هذا المنزل ؟. قال: نعم، هذا منزل يزيد بن سنان. قال: فما المرأة منه ؟. قال: زوجته. فلما أصبح سأل كم تصبر المرأة عن زوجها ؟. قالوا: ستة أشهر. قال: فأمر أن لا يمكث العسكر أكثر من ستة أشهر .

نستفيد من هذه القصة العفاف الذي كانت تتصف به المسلمة , فهي وإن رغبت في شهوتها الفطرية , ولكن هيهات أن تفكر في الحرام أو يخطر على بالها , أبداً .
لله در هذه النساء العظيمات.

آمل أن تحوز على رضاكم .

بارك الله فيك يابو عثمان
وتقبل مني كل التقدير والإحترام
وجهد طيب وعمل متفاني وجزاك الله خير

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالرحمن الحبيل

بارك الله فيك يابو عثمان
وتقبل مني كل التقدير والإحترام
وجهد طيب وعمل متفاني وجزاك الله خير

كل الشكر على هذه التزكية من رجل فاضل مثقف مثلك ,
ألمس فيه التواضع , والرغبة في العلم وحب المعرفة ,
والرضى والقبول بالحق , من أي جهة جاء , فأنت أفرح به ,
وهذه خصلة عزيزة لا تكاد تجدها في زمن الغرور وحب الذات ,
وضعت سلوكا رائعا قل أن ينسى وليس بغريب من أمثالك ,
حفظك الباري ورعاك. تحياتي.

بارك الله فيك اخي عبد الرحمن على هذه القصه عن امير المؤمنين عمر الفاروق
وبارك الله باخي ابا عثمان على الايضاح الجميل وكعادته يتحفنا بالمفيد