:: تَرَتيـْل [ 3 ] ::
_ كيف الحال ؟
_ هلا خرستَ مِنْ فضلك ؟
بـ احتراس : _ عفواً ؟
_ تسألني وَ أفتحَ أضابير شكاياتي ، أتهيأ لأن أعصف بكل الأوراق ، عقلك الباطن يخدعك عنْ نفسك بفكرة أني أجبتك " ماشي الحال "! تربتُ على كتفي ، و تهمس :
" يالله .. بالتوفيق " ، أجمعُ منْ شفتي كلامي الذي انتثر ، وألقي به في صدري !
يالِ هذا السؤال ، له أنفاسُ البرود ..تُفنّد شوقاً حملَهُ تفَقدُك ..
تتغير أحوال ، ونُمرر ذات الإجابة .. برتابة ..
كَـ حالِ هَذا المُزعج حين ينعكس ترحيبه على ضوء عيني " مبهرٌ هُوَ حضورك "!
" طيب يعني كل يوم هو مبهر حضوري " ؟ أحياناً أدلف إلى هُنَا وحاجباي على وشك
الالتحام بالسقف " من زود إني مالي خلق حالي " ويرحب سيادته :
" حضورك مبهر " !
أما في صباحات الأرق ، فَـ أجيء مُتورمة ، و " شعراتي مخربشين " .. و "يصبّح " :
" مبهرٌ حضورك " ، يحتبسُ الدم في وجهي ، وأحاول تصفيف شعري بخجل ، فلنْ أسمح
له أنْ ينالَ مني ويخبرني عن بشاعتي !
وفي آخر الليل تتوحد وحشة الكون بي وتتملكني رغبة عارمة في البُكاء .. وحالي يقول :
" بس أدور عذر من شان البكي
ــــ لو يدوسوا على طرف ثوبي بكيت " * " عابرة سبيل "
أعبر إلى هُنا ، وسعادة مسئول "الريسبشن " يُهلل : " حضورك مبهر " !
أسأله : مَا المُبهر في أنْ أبكي ؟! يُخيّل إلي أنه يمد لسانه كي يغيظني أكثر ..
ما مِنْ بُد ..أبكي ..
و...أحيلني إلى عابرٍ مُهمّش وأمضي !
:
/