عرض مشاركة واحدة
قديم 06-30-2010, 12:18 PM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

تصبح يا حلمي .. بخير .!

الرتبة:

البيانات
التسجيل: Aug 2008
العضوية: 34
المشاركات: 2,237 [+]
بمعدل : 0.39 يوميا
اخر زياره : [+]
 

الإتصالات
الحالة:
جزاء السلطاني غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

المنتدى : دفاتر شخصية .!
افتراضي الحِلم الأسطولي [ الجزء الرابــع ]

أخذت الرسالة وَ بفضول عربي وتطاول غير مشروع لا تعترف به قوانين الحرية


فتحتها .!


من ديانا إلى أبي العزيز :


" ثمة مشاعر كثيرة تحتلني تجاهك أهمها أنني لازلت أذكر تلك الدمعة التي ذرفتها عيناي

وأنت خارج من تلك الدار التي وضعتني بهـا بعدمـا أثبتت التحاليل المخبرية إصابتي بمرض [ الأيدز ]

وأنه يجب أن لا أبقى مع العالم في إطارهم الطبيعي

فأنـا خطر على الحياة والآخرين ..

أذكر جيداً نظراتك التي كانت ترمقني وتزدري فعلتي

فأنت لم تنسى طبيعتك [ الشرقية ] رغم عيشك الطويل في بلاد الغرب ..

عندما كنت صغيرة طبعت في مخيلتي بلاد القدس وكيف كنت تعيش هناك وأرضك وأصدقاءك ودماء اخوتك وأقرباءك

وجعلتني منذ الصغر أتمنى أن أزور تلك الأرض التي إحتضنتك مولداً وشباباً ,

وهَـ أنـا اليوم أحقق ذلك الحلم في زيارة بلادك التي هربت منها خوفاً من الموت , رغم أنني ميتـه لا محالـة

ربما هذا هو دافع الجرأة التي أتمتع بهـا ..

هناك اسئلة كثيرة تدور في مخيلتي حولك

وحول تصرفك معي ورميي بهذه الطريقة في تلك الدار التي تحوي أشباهي من المرضى ,

أ كان هذا تصرفك مع أرضك التي تخليت عنها مثلما تخليت عني ,

إنك حتماً تحمل الخذلان في نفسك وعدم التمتع بالصبر على وضعك ومصيرك ,

إنك لا تحمل في نفسك ثوابتاً تقف عندهـا ولهـا طويلاً

لذلك تفرط بأي شيء سريعاً لكي لا تفقد حياتك وروتينها ,

اريد أن اسألك مافرقك والأموات .!

إنك لا تحمل صفة الحياة و المثابرة إنك جسد تمتع برئة يتنفس من خلالها فقط

ولا تحمل تلك الرئة خصال العطاء والتفاني وإلا لما تخليت عن حياتك الأولى وحياتك الثانية مع أبناءك

حتى نحن لم تكن منـا سوى ماء ودعته رحم أمي وإنصرفت عنه ,

كانت هي الأم والأب ..

فمن منحك الحق بإيداعي تلك الدار وأنت لم ترعاني .!

من أنت بالنسبـة لي فـ أنا أعلم أنني لست بالنسبة لك شيئاً

وإلا لتحملتني على الأقل فترة حياتي القصيرة .


أبي .. لا أعلم أي قلب أحمله بين أضلعي رغم كل ما أذكره عنك من تصرفات .. لا أحتمل فكرة كرهك ..



يجب عليك معرفـة أنني لا زلت أحبك

ولا أذكر شيء يحببني بك لكن ربما ذلك الماء كان نقياً

أو يحمل خصلة رجل كان نقياً فأنجب رجلاً لا يحمل النقاء . .

فأصبحت أنـا الوريثــة , لذلك لا أستطيع كرهك .



أبي لا أعلم أين يستقر بي المقام بعد هذه الرحلـة أ إلى أرضك ومسقطك

أم سأسقط دون ذلـك .. لكن يجب أن أعترف بأنني .. أعفو عنك , وأحبك . "


أدخلتُ الرسالة إلى مظروفهـا .. وللتو فقط علِمت عن هدف ديانا من هذه الرحلة .!

إنني أحس بعطش شديد أكثر من ذي قبل ..

نهضت وللتو فقط أيضاً أحسست بطعم [ الموت ]

فالذي قرأته أصابني بالتأكيد .. هي تقول [ فعلنا مافعلنا في الغرفـة ] هذا يعني أنني أحمل نفس الفايروس .!

حنجرتي تحمل نفس طعم الموت الذي تتلذذ بـه ديانا ..إنني ميـــت .!

هربت أبحث عن باب أريد أن أقول للجميع أنني ميت .. من يدثر خيبتي بعدي

سقطت مراراً وأنا أتنقل بين الحقائب حتى وقعت منهكاً تعباً عطشاً ويئساً .. غفوت لمدة قصيرة ..

سمعت صوتاً وإذ بسلم ينزل من فتحة علوية .. إنه عامل المطبخ أتى يأخذ بعض الحاجيات .. صرخت أنا هنــا .!

أتاني وعلى مُحياه علامات التعجب ..

أخرجني معــه إلى المطبخ .. كانت هذه الفتحة العلوية مباشرة من المبطخ إلى طبقة العفش والتموين الغذائي .

أسقاني ماءً ..

كان يتحدث اللغة العربية وكان يخفي ذلك عن الجميع

لكن أجبرتهُ لغتي على البوح بذلك ..

تحدثنـا عن الرحلة والهدف النبيل وعن تجربتي وجرأتي في خوض هذه الرحلة الصعبة ..

وبالمناسبة هو عربي مسيحي وليس مسلماً .. قلت له كم باقي عن وجبة العشاء .!

فأنـا لازلت أصر على التحدث أمام الجميع وعلى قيادة الأسطول ..

رغم أنني ميت داخلياً فالذي قرأته عن مرض ديانا والذي أصبت فيه لا محالة أصابني برغبة شديدة على الإنطواء وإنتظار الموت ..

إلا أنني نذرت نفسي للقضية عليِّ أموت بشرف على أن أموت بأحد الدور التي تُعنى بهذا المرض في السعودية .

قال لي لم يتبقى شيء ساعة أو أقل .. إنصرفت منه بعدمـا أخبرني عن الطريق وكيفية الوصول إلى غرفتي ..

وصلت غرفتي ..

أخذت دشاً ساخناً وجلست في الماء طويلاً في حالة إسترخاء وتفكير عميق حول الموت و البعث والحساب

وعن الحياة المتبقية لي وكيف أستغل الوقت قبل أن أموت في سبيل إنجاح هذه المهمة التي قد تشفع لي خطأي ..

إنتهيت من الإستحمام ولبست ملابس الخروج .. ثم توجهتُ إلى قاعــة الطعام حيث سألقي خطبتي على القوم بعد تناول العشاء ..

أخذت مكاني من قاعة الطعام .. منعزلاً .. ولا أرغب في الأكل بقدر ما أرغب في أن يقول لي أحد ستحيا لا تخف .!

لم أستطع أن أطرد فكرة الموت من رأسي إنها تشوش على أفكاري التي أنا بحاجتها الآن لكي ابدأ الحديث للقوم عن رغباتي ..

صُرِفت وجبة العشاء بإنتظام كالعادة وقت تقديم الوجبات في هذا الأسطول ..

وجاء صديقي الطباخ يحمل صحني معـه ..

قلت لـه أجلس كُل معي فأنـا لا أحب أن آكل لوحدي ..

فرفض متحججاً بقانون الأسطول وأنه لا يسمح للطباخين بالجلوس مع طاقم الرحلة ولا يجوز له خرق هذا القانون ..

قلت له إذن ياصديقي أريدك فيه مهمة ..

قال ماهي .. قلت أنا أرغب في إلقاء خطبـة على القوم عن رغبتي في قيادة الأسطول فمهمته متجهة إلى بلاد المسلمين وأنا المسلم الوحيد في هذا الأسطول وأنا أحق من غيري في قيادته ..

قال حسناً ..

قلت إذن بعد إنتهاء الجميع من وجبة العشاء أريدك أن تقف إلى جانبي وتترجم ما أقول لهم .. قال إتفقنـا .

بعد إنتهاء الجميع من وجبة العشاء ..

ذهبت إلى قائد الأسطول قلت له أنت سمحت لي بإلقاء كلمـة على الطاقم بعد وجبة العشاء ..

هل نوهت على الجميع إلتزام أماكنهم وعدم الذهاب ,

فنوه القائد على ذلـك ..

ووقفت أرتب نفسي للكلمـه و إستئذنتُ القائِد بأن يجعل الطباخ مترجماً لـي لكي يفهم الجميع ماذا أقول .. فسمح لي بذلك ..

جاء الطباخ ووقف بجانبي .. اخذت المايكروفون وتحدثت..

إلى الجزء الخامس

30 - 6 - 2010












عرض البوم صور جزاء السلطاني   رد مع اقتباس