القلم وما أدراك ما القلم؟
وما من كــاتب إلا سيفنى ... ويبقى الدهر ما كتبت يداه
فلاتكتب بكفك غير شيء ... يسرك في القيامة أن تراه
فالحذر الحذر مما تخط الأيدي , فقد احتلت في هذا الزمان مكان الألسن , وكم كتب فيها من زور وبهتان وغيبة ونميمة وكذب , وهتك لعرض طاهر,
وكم كتب فيها من دعوة , وخير وحق ونصح ,
وميزة اليد على اللسان أنك تفكر فيما تكتب بينما اللسان ربما تنطق به دون أن تفكر , لذا فالمحاسبة على اليد أشد
أخي:
ستدور بك عجلة الزمن , ثم يبلغ الكتاب أجله , فتترك وراءك حملا تنوء بحمله الجبال من كتابات وكلمات ,
فكم من قارئ لها قد زل أو متدبر لها قد ضل فتحمل وزره , فتمتلئ الصحيفة بعدك وأنت تظن خلوها ثم تظهر لك في مقام الحق ,
فياليت شعري ما الرد وما الاعتذار ؟
أقسم الله بالقلم لخطورته (( نْ وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ)) (القلم:1) وامتداد أثره ,
فالكلمة تتلاشى في الحال ويسجل وزرها , ولكن ما خطته الأصابع وحملته الأوراق والمطابع كيف يمكن محوه؟
ليت شعري أين من وزن كلماته ,
وتدبر فيها وجعلها زاداً لوفاته ,
أصبحنا في زمن لا نلقي لما نكتب بالا ,
فجمعنا في صحائفنا ما يجر علينا وبالا
إن غالب من يكتب في النت يستعرض بقلمه الأعراض ,
وينهش من لحم أخيه ويقرضه بالمقراض !!
زورا وبهتانا إلا من رحم الله ,
كم من صالح جعله بوصفه من الفاجرين ,
وكم من عفيفة نزع عنها بقلمه ثوب الحياء والدّين ,
كأن النت خارج عن سلطان الله ,
(ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون)
بقلم أبي عثمان
مساء الأثنين 21/9/1430