المواقف العمرية في العدل يطول المقام بذكرها , ومن يستطيع أن يقارب الفاروق فضلا أن يشابهه لقد أتعب من بعده رضي الله عنه في عدله وورعه وشجاعته ورحمته بل في صفاته كلها , وما أحرى بالجيل التائه أن يستلهم القدوة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر أن يقتدي بعمر رضي الله عنه فهو مدرسة عبقرية كبرى
وللمشاركة في هذا الموضوع القيم أذكر هذين الموقفين:
الموقف الأول: (اضرب ابن الأكرمين)
وقع أبان ولاية عمرو بن العاص رضي الله عنه على مصر في خلافة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه؛ حيث جرى سباق للخيل بين قبطي من أهل مصر وبين ابن الوالي، فتغلب القبطي على ابن عمرو بن العاص، فضرب ابنُ الوالي القبطيَّ وهو يقول له: أنا ابن الأكرمين، فتقدم القبطي بشكواه إلى أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه؛ فقام باستدعاء الوالي وابنه وطلب من القبطي أن يضرب ابن الوالي قائلًا: (اضرب ابن الأكرمين)، ثم أمره أن يضرب الوالي نفسه لأن ابن الوالي لم يجرؤ على ضرب الناس إلا بسلطان أبيه .
***
الموقف الثاني: (اصفعه كما صفعك)
في عهد عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- أسلم رجل من سادة العرب، وذهب للحج، وبينما كان يطوف حول الكعبة، داس رجل على طرف ردائه، فضربه على وجهه ضربة شديدة، فذهب الرجل إلى عمر بن الخطاب، واشتكى له، فطلب عمر -رضي الله عنه- إحضار الضارب، فلما حضر أمر عمر الرجل أن يقتص منه بأن يضربه على وجهه مثلما فعل معه، فقال متعجبًا: وهل أستوي أنا وهو في ذلك؟ فقال عمر: نعم، الإسلام سوَّى بينكما.
وإن شاء الله سأكمل لاحقا السلسلة العمرية التي بدأتها قديما
وتقبل مروري