عرض مشاركة واحدة
قديم 02-04-2011, 11:44 PM   المشاركة رقم: 28
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

عضــو

الرتبة:

البيانات
التسجيل: Nov 2008
العضوية: 294
المشاركات: 249 [+]
بمعدل : 0.04 يوميا
اخر زياره : [+]
 

الإتصالات
الحالة:
لدموع اسرار غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : خذاني الشوق المنتدى : التعازي وَ المواساة
افتراضي


وأي مصيبة أعظم بعد الدين من مصيبة الموت ، ملأ الله ـ تعالى ـ قلوبنا صبراً، ورفقاً وتسليماً.
: كرب الزمان وفقد الأحبة خطب مؤلم, وحدث مفجع, وأمر مهول مزعج, بل هو من أثقل الأنكاد التي تمر على الإنسان نار تستعر, وحرقة تضطرم تحترق به الكبد ويُفت به العضد إذ هو الريحانة للفؤاد والزينة بين العباد, لكن مع هذا نقول:

فلرب أمـر محـزن *** لك في عواقبه الرضا
ولربمـا اتسع المضيق *** وربما ضاق الفضـا
كم مسرور بنعمة هي داؤه, ومحروم من دواء حرمانه هو شفاؤه, كم من خير منشور وشر مستور, ورب محبوب في مكروه, ومكروه في محبوب قال تعالى:{وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ }.
(لو استخبر المنصف العقل والنقل لأخبراه أن الدنيا دار مصائب وشرور, ليس فيها لذة على الحقيقة إلا وهي مشوبة بكدر, فما يُظن في الدنيا أنه شراب فهو سراب, وعمارتها وإن حسنت صورتها خراب, والعجب كل العجب في من يده في سلة الأفاعي كيف ينكر اللدغ واللسع؟!

وأعجب منه من يطلب ممن طُبع على الضر النفع.

طُبعت على كدرٍ وأنت تريدها *** صفواً من الأقذاء والأكدارِ
هل رأيتم؟بل هل سمعتم بإنسانٍ على وجه هذه الأرض لم يصب بمصيبة كبرت أو صغرت.
الجواب معلوم: لا وألف لا, ولولا مصائب الدنيا مع الاحتساب لوردنا القيامة مفاليس كما قال أحد السلف.

ثمانية لا بـد منها على الفتى *** ولا بد أن تجري عليه الثمانية
سرور وهم, واجتماع وفرقة *** وعسر ويسر, ثم سقم وعافية
(يا أهل فقيدنا الغالي عبدالعزيز بن فهد الزبلان )
إن مما يكشف الكرب عند فقد الأحبة التأمل والتملّي والتدبر والنظر في كتاب الله عز وجل وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم, ففيهما ما تقر به الأعين, وتسكن به القلوب وتطمئن له الجوارح مما منحه الله, ويمنحه لمن صبر ورضي واحتسب من الثواب العظيم والأجر الجزيل, فلو قارن المكروب ما أخذ منه بما أعطى لا شك سيجد ما أعطي من الأجر والثواب أعظم من فوات تلك المصيبة بأضعاف مضاعفة ولو شاء الله لجعلها أعظم وأكبر وأجل، وكل ذلك عنده بحكمة وكل شيء عنده بمقدار.
احسن الله عزاءنا جميعا ورحم الله فقيدنا واسكنة الفردوس الاعلى.












عرض البوم صور لدموع اسرار   رد مع اقتباس