,
هل كان عليّ أن أعرفَ مبكراً أن صداقةً من هذا النوع (حيث جنون الابداع الذي بلا حد) بمقدورها أن تجعلني عرضةً للمكابدات و المواجع و القلق ؟!
ونحن الذين قلنا أن في هذا الجنون الحميم لجوء إلى إسعاف الروح من عسف الواقع الذي بات التفاهم معه مستحيلاً ؟!
هل يتحتم عليّ دوماً أن أكون ضحية أوهام متصلة بطاقة العطاء، دون أن يثيرَ ذلك تذمر أحد، أو يدفع غيره إلى الغضب، بسبب فشلي في تقمص موهبة الميزان ؟!
ونحن الذين قلنا - ذات موت - أن مكاتبة الأرواح المحبوسة في قفص الجسد، إنما هي شكل من أشكال الغواية الجميلة التي نتبادل أنخابَها بمعزلٍ عن الأقواس الجهنمية التي يريدنا الآخرون أن ننحني تحتها (ذهاباً وأيابا) لكي نبدو مخلوقات مهذبة ومستأنسة (.. وتسمع الكلام) ؟
لماذا يتوجب علينا أن نصادفَ أنفسنا تطرح الأسئلة المتفجرة طوال الأشهر الأخيرة، لكي لا نسمع إلا احتدام اللهجات وتوهم الحروب الصغيرة بين كائنات توهمت (المرة تلو الأخرى) أن شفق الروح الجديدة التي نتولع بها من شأنها أن تصعد عن بقايا الانسان الأول. هل يتوجب عليّ أن أستمر في توهم ما لا يقبل الوهم) ؟!
*
قاسم حداد / نقد الأملْ (صداقة لايمكن تفاديها )