عرض مشاركة واحدة
قديم 09-04-2010, 11:16 PM   المشاركة رقم: 8
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

ضيـف شـرف


البيانات
التسجيل: Jul 2010
العضوية: 1139
المشاركات: 36 [+]
بمعدل : 0.01 يوميا
اخر زياره : [+]
 

الإتصالات
الحالة:
فارس هلال السلطاني غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : جزاء السلطاني المنتدى : في ضيافــتـنــا
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بدون_اسم مشاهدة المشاركة
كل التقدير لك سيدي الكريم على إطرائك الذي أتشرف به.
بإنتظارك وسيسعدنا جميعا أن نقرأ من خبرتك وثقافتك متى ماتيسر لك الوقت ووجدت الفرصة ولك وافر التحية والاحترام
الاخت السلطانيه بـدون اسـم
في البداية دعيني اغتنم هذه الفرصه لاقـدم لك التهنـئه بالعيد طالبا الله العلــي القديــر ان يتقبل منا ومنكم الطاعه وصالح الاعمال وكل عام وانت والجميع بألف خــير
ارجو ياعزيزتي منك المعذره عن التأخير بالرد فهذا قصور مني غير مبرر البته, لكن اعلم ان المسامح كريم !!
في الواقع كنت قد اجبت على سؤالك بالكامل واخذت مني طباعة الرد اكثر من ثلاث ساعات لبطء طباعتي باللغة العربية وبعد ان انهيت التنقيح واختيار الحجم الخ ضغطت على زر اعتماد المشاركه لكنني اكتشفت ان الاتصال قد انقطع في تلك اللحظه ,قمت بالاتصال بالزير لعله استلم الرد الا انه اجاب بالنفي.... وها انا اكتبه مرة اخرى بلا منًه..
لقد كان سؤالك رائعا ويحتاج الى تفكير بالاجابه فقد يقلق بعض الناس ان اجبت بعفويه , لانني لي رأي قد لايعجب الكثيرين لكن هنا وليس من باب الفلسفه بل سردا لوقائع واحاسيس مررت بها عند الذهاب للغربه وكذلك عند العوده من الغربه...
لاشك ان فرصة الابتعاث جيده ويجب الاستفاده منها على أي حال لان مثل هذه الفرص لاتعوض ويجب اقتناص الفرصه مادامت متاحه. فايجابيات التعليم قطعا اكثر من سلبياته بل ان الاستفاده من التعليم بالخارج ممتاز و يجب الا نزيد من تهويل الوضع لان ابناءنا اليوم اكثر اطلاع على الغرب وانماط الحياة بالغرب بعد هذا الانفتاح الغير مسبوق على العالم من خلال التلفزيون والان الانترنت... فبالفعل اصبح العالم قريه صغيره الكل يعرف ماذا يحدث اينما كان ان اراد ذلك فالمعلومه متوفره بشكل او باخر.
ينقسم الطلبه الذين يذهبون الى العالم الغربي الى نوعين
اولا النوع الذي ذهب وهو نصف متعلم وعاد متعلم بشهاده فقط.... هذا النوع لاغبار عليه ولا خوف من الغربه لانه لم يختلط بأحد ولم يكتسب اية ثقافه سوى التعليم وهؤلاء اعدادهم غير قليله والامثله عليهم كثيرة للغايه. فهم تقوقعوا بالغربة مع بني جلدتهم يأكلون الكبسه بالليل ويلعبون البلوت مع بعض ويدرسون ويتعايشون مع بعض بالكامل حتى انهم يشكلون مستوطنات عربيه في مناطق سكناهم . وحصل في سنة من السنوات ان منعت الحكومه السعوديه البعثات لولايتين هما كولورادو وولاية اوريغون ,كون هاتين الولايتين اصبحتا مستوطنتين للطلبه العرب وخصوصا الخليجيين منهم.
فاختلاطهم بالغرب والثقافه الغربيه محدود وهامشي احيانا واقتباس العادات الغربيه الجيد منها او العكس محدود وسرعان ما يعود هؤلاء الى بيئاتهم بيسر وسهوله لانهم لم يبتعدوا كثيرا ولم يختلطوا بالغربيين كفاية لان يتأثروا او يؤثروا بالغرب سلبا او ايجابا
النوع الاخر والذي ذهب وتعلم لكن خالط وعاش ضمن مجتمع غربي صرف وانا انتمي الى هذه الفئه حيث عملت وانا طالب كي اعتاش ومارست الرياضه كي احصل على المنحه التعليميه وكنت في ولايه تتسم بالعنصريه في ذلك الوقت ولم يكن هناك عربا كثيرون سوى المولودين هناك وهؤلاء امريكيون اكثر من الامريكيين انفسهم... هذه المجموعه والتي طال غيابها بالغربه لابد ان تكون قد تأثرت بالمجتمع الغربي الى حدود كبيره .. انا لا اتحدث فقط عن الايجابيات كاحترام النظام وكما ذكرتي انت الانتظام واستيعاب فكرة حرية التعبير والرأي وكذلك احترام الاخر ورأيه ألخ... فالبعض اكتسب عادات قد لا تكون حميده واصيب البعض هناك بأمراض نفسيه نتيجة الضغوط النفسيه التي يواجهها الانسان هناك ومواحهة هذه الضغوط ليس هما عربيا بل غربيا بالكامل ...فالحياة تتميز برتم سريع وعليك الركض باستمرار(If you snooze ,you loose) اذا سهيت راحت عليك....
والكثيرين يسقطون فريسة لضغط الصحبه والاصحاب(Peer Pressure) فينساقون وراء السهل من الامور وقد يقع بعضهم ضحايا اصحاب الاجندات الخاصه كالمجموعات الدينية والمتزمتين الجدد والذين جاؤا الى الغرب ينقلون ارثهم وخلافاتهم السياسيه ومحاولة تجنيد هؤلاء الشباب.... هؤلاء الذين انت سألت عنهم عندما يعودون الى الوطن فكيف يتعايشون مع المجنمع الصغير الاهل والاقارب والمجتمع الكبير الخ.
من تجربتي اختي الفاضله وليس فلسفة بل واقع, فبعد غياب 20 عاما قضيتها بين القاهره ولندن وايرلنده وامريكا ... قررت العوده راغبا وليس مرغما. قي اثناء غيابي تغيرت امور كثيره, العائله التي تركت ورائي قبل الغربه كبرت فالاخوان تزوجوا واصبح لكل منهم عائلته افترقت العائله و حتى الوالد تزوج واصبح لديه عائله جديده !!
هنا اكتشفت ان الذي تركته وراءي ليس هو نفسه الذي وجدته , كانت الذاكرة مليئه بصور جميله الى حد بعيد حتى اصبحت بذاكرتي كالفولكلور ... اكيد انا كذلك تغيرت لكن في نظري تغيرت للافضل تعلمت ايجابيات الغرب وكوني تجذرت قبل السفر واصبح لدي معتقدات ونهج حياة خاص لم اتأثر كثيرا بالسلبيات الغربيه بل العكس استفدت الكثير من حياتي هناك طورت مداركي بأقصى ما استطيع لدرجة انني كنت اتمنى ان اجد احدا لاتحدث معه بالعربيه فالحنين كان دائما موجودا. عند عودتي لم استطع التخلص من طريقة التفكير الغربيه التي تولدت لدي, فكنت بلا وعي اتحدث باللغة الانجليزيه احيانا وكنت عندما اقود السياره بدون تفكير اربط الحزام وعند التقاطع اذا كان هناك لوحة توقف اقف ايضا بدون تفكير, وهنا اصبحت موضع همزوغمز ولمز من اقرب الناس لدرجة انهم اصبحوا يلقبونني بالامريكي ولا ادري هل كان ذاك مديحا ام ذما الا انه كان يزعجني كثيرا.
انا من وجهة نظري ان الغربه هي ان تترك الموطن والاهل والاحباب وان تترك لغة وتقاليد الاهل وتذهب لجهة بعيده تختلف اختلافا كليا وعليك التعلم والتأقلم والمعيشة في معزل عن المنطقه المريحه( Comfort Zone )التي كنت تعيش فيها والتجارب تقبل النجاح والفشل وعلى الانسان ان يختار ويعمل لنجاح ماراد له ان يكون.
لكن الاغتراب ليس هو بنفس المعنى اذ ان الاغتراب هي حاله تفسيه يمر به الانسان نتيجة ظروف معينه مثل حديثي عن العوده الى الوطن ولقاء الاهل واكتشاف ان هناك متغيرات عليك ان تتأقلم معها بسرعه ,هنا اقول لك انني فعلا احسست بالاغتراب وانا بين اهلي طوال فترة اعادة التاقلم (Transitional Period) التي مررت بها والتي قد لا ابالغ ان قلت انها فترة اللاانتماء والتأرجح بين الجديد والقديم . لكن انا مخلوق يتأقلم بسهوله والحمدلله فلم تطول تلك الفتره ولا معاناتها .
تسألينني عن النصيحه او اين الحل الوسط..... اقسم لك اني لااملك الاجابه الشافيه لكن من تجربتي, اتمنى على الاهل الا يهولوا من السفر بل التركيز على المزايا الموجودة به وعدم حشو راس الطالب بالتحذيرات التي تجعله حذرا ومتخوفا الى ابعد الحدود وعندما يكتشف عكس المحاذير فأنه ينطلق باتجاهات قد لاتكون مرضيه... اتركوه يقرر لنفسه ففي الغربه لاتنفع الوصايه . فالكل عليه ان يعيش وفق معطيات تفرضها الظروف هناك ولن نستطيع التحكم بها من بعد( بضم الباء).
اما بعد العوده اتمنى ان يدرك الاهل ان هناك قطعا تغير في نمط التفكير وقد يكون ايضا هناك اختلاف في طريقة التعامل مع الواقع الجديد وهنا دور الاهل ان يستوعبوا هذه التغيرات وترك مساحه للتعبير عما يجول بخاطره وان يعطوه الوقت الكافي للعوده الى القديم . ان اطلاق بعض التعابير والاوصاف ضاره وان تكن قد قيلت من باب التندر ليس الا.
تقييمي لتجربتي من الممكن ان يكون اكثر من هذا واتمنى ان اكون قد عبرت عنهابقدر كافي واترك الباقي لمن صادفوا نفس المواقف لعلنا نتعرف على تجاربهم هم
لك تحياتي واعذريني ان قصرت وكل عام وانت بخير
فارس












عرض البوم صور فارس هلال السلطاني   رد مع اقتباس