( من ديوان
تَهجّيتُ حُلماً
تَهجّيتُ وهْمَاً )
إلى يوسف ونزار

-1-
سألقاكِ يوماً
سَألقَاكِ يَوماً ورَاء السَّديمِ
ضِفَافاً منَ الضوءِ
يَختالُ فيهَا شَمِيم العِرَارِ
ونَكْهَة مَاءِ المَطَرْ
سَأَلْقَاكِ
يَا زمَناً يتَجَدَّدُ دَوماً
ويَمْتَدُّ فَوقَ حُدُودِ القَمَرْ
سَألقَاكِ
أَعرِفُ أنَّ الطَّرِيقَ إليكِ
مرَافِئَ للحُزنِ
وأَرْصِفَةً للسَّرَابْ
وأنَّ مَسَافَاتكِ الدَّائريّةَ
تَتْعَبُ فِيهَا جِيَادُ السَّفَرْ
وأعْلَمُ أنّكِ هَاجَرْتِ فِي ذَاكرةِ
الرَّمْلِ
أَزْمِنَةً وعُصُوراً
تَعُبُّ لهُاثَ الهَجِيرِ
ولَمْ تَتَعَودِ شُرْب الهَزِيمَةْ
أعلَمُ أنَّكِ
شببْتِ عن الطَّوقِ
غَامَرْتِ فِي حَلَبَاتِ التَّحَدِّيَ
صِرْتِ وُعُوداً تُثِيرُ الغَضَبْ
وصِرْتِ وُجُوداً يُحَرِّكُ فِي الليلِ
أفْقاً جَدِيداً
ويَخْفقُ أَجْنحةً مِنْ لَهَبْ
-2-
برقيات حبّ إلى غائبة
أجِيءُ إليكِ
مللتُ حيادَ الظروفْ
مللتُ الوقوفْ
أجيءُ جراحاً
أجيءُ صباحاً
أجيءُ رياحاً
تطوفُ
تطوفُ
تطوفْ
*
أجيءُ إليكِ
وللحبِّ واجهةٌ
من مرايا
وللرملِ ذاكرةٌ من ضبابْ
*
أنَا حلمُكِ الذَّهَبِيُّ .. أنَا
أنا همُّكِ الأَزَلِيُّ .. أنا
أنا لحنُكِ البدوِيُّ .. أنا
أنا فرحُ الدمعِ فِي مقلتيكِ
أنا وهجُ الوشمِ في وجنتيكِ
وأنتِ الشبابُ
وأنت السرابُ
وأنت العذابُ
وأنتِ أنا
ماذا تريدين؟ لن أهديكِ راياتِي
ولن أمدّ على كفَّيكِ واحاتِي
أغرّكِ الحلم – في عيني مشتعلٌ
لن تعبريهِ ... فهذا بعض آياتِي
إن كنت أبحرت في عينك منتجعاً
وجه الربيع، فما ألقيت مرساتِي
هذا بعيري على الأبواب منتصب
لم تعش عينيه أضواء المطاراتِ
وتلك في هاجس الصحراء أغنيتي
تهدهد العشق في مرعى شويهاتِي