| المعلومات | 
	 
		| الكاتب: | 
		
		
		 | 
	 
	
	
		| اللقب: | 
		 طــالـــب عــــلـم  | 
	 
	
		
		| الرتبة: | 
		 | 
	 
	
	 
			
			
			
			
	
		| البيانات | 
	 
		
		| التسجيل: | 
		 Nov 2008 | 
	 
	
		| العضوية: | 
		255 | 
	 
	
	
		| المشاركات: | 
		 222 [+] | 
	 
	
		| بمعدل : | 
		0.04 يوميا | 
	 
	
		| اخر زياره : | 
		 [+] | 
	 
	
	
	
			
	
		
 
				
				
				  
				  
 
			 
				
	
		| الإتصالات | 
	 
		| الحالة: | 
		 | 
	 
	
		| وسائل الإتصال: | 
		      | 
		 
 
 
	 | 
	
	
	
		
		
		كاتب الموضوع : 
أبو عثمان
المنتدى : 
المنتدى الاسلإمي
		
			
			
				 
				الدرس الثاني في المواقف العمرية :  (التعالي على شهوات النفس)
			 
			 
			
		
		
		
			
			الحلقة الثانية في المواقف العمرية :   
كيف كان يأكل الفاروق ؟ (التعالي على شهوات النفس)   
 
الموقف الثاني  (2) :  وفيه ثلاث روايات : 
الرواية الأولى : 
عَنْ أَبِي عُثْمَانَ , قَالَ: لَمَّا قَدِمَ عُتْبَةُ أَذْرَبِيجَانَ , أتي بِالخَبِيصِ فَذَاقَهُ , فَوَجَدَهُ حُلوًا، فَقَالَ: لَوْ صَنَعْتُمْ لأََمِيرِ المُؤْمِنِينَ مِنْ هَذَا، قَالَ: فَجَعَلَ لَهُ : سَفَطَيْنِ عَظِيمَيْنِ، ثُمَّ حَمَلَهُمَا عَلَى بَعِيرٍ مَعَ رَجُلَيْنِ , فَبَعَثَ بِهِمَا إلَيْهِ، فَلَمَّا قَدِمَا عَلَى عُمَرَ , قَالَ: أَيَّ شَيْءٍ هَذَا؟ قَالَ: خَبِيصٌ، فَذَاقَهُ , فَإِذَا هُوَ حُلوٌ، فَقَالَ: أَكُلَّ المُسْلِمِينَ يُشْبِعُ مَنْ هَذَا فِي رَحْلِهِ؟ قَالُوا: لاَ، قَالَ: فَرُدَّهُمَا، ثُمَّ كَتَبَ إلَيْهِ: أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّهُ لَيْسَ مِنْ كَدِّ أَبِيك, وَلاَ مِنْ كَدِّ أُمِّك , أَشْبِعْ المُسْلِمِينَ , مِمَّا تَشْبَعُ مِنْهُ فِي رَحْلِك. 
إسناده صحيح. رجاله ثقات، رواه ابن أبي شيبة (32917)، في المصنف ،  و مسلم في صحيحه (2069) مختصراَ , وأحمد في الزهد 1/121، وهناد بن السري في الزهد (697 ، عن عاصم الأحول به نحوه.وهذا لفظ ابن أبي شيبة . 
 
الرواية الثانية : 
عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ , قَالَ: حَدَّثَنِي عُتْبَةُ بْنُ فَرْقَدٍ السُّلَمِيُّ , قَالَ: قَدِمْت عَلَى عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ ؛ بِسِلاَلِ خَبِيصٍ عِظَامٍ مَمْلُوءَةٍ، لَمْ أَك أَحْسن وأجيد، فَقَالَ : مَا هَذِهِ؟ فَقُلت : طَعَامٌ أَتَيْتُك بِهِ، إنَّك رجل تَقْضِي مِنْ حَاجَاتِ النَّاسِ أَوَّلَ النَّهَارِ، فَإِذَا رَجَعْت أَصَبْت مِنْهُ، قَالَ: اكْشِفْ عَنْ سَلَّةٍ مِنْهَا، قَالَ: فَكَشَفْت، قَالَ: عَزَمْت عَلَيْك إذَا رَجَعْت , أَلاَ رَزَقْت كُلَّ رَجُلٍ مِنْ المُسْلِمِينَ مِنْهَا سَلَّةً قَالَ: قُلت: وَاَلَّذِي يصْلُحُك يَا أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ، لَوْ أَنْفَقْت مَالَ قَيْسٍ كُلَّهُ , مَا بَلَغَ ذَلِكَ، قَالَ: فَلاَ حَاجَةَ لِي فِيهِ ، ثُمَّ دَعَا بِقَصْعَةٍ فِيهَا ثَرِيدٌ مِنْ خُبْزٍ خَشِنٍ , وَلَحْمٍ غَلِيظٍ , وَهُوَ يَأْكُلُ مَعِي أَكْلاً شَهِيًّا، فَجَعَلت أَهْوِي إلَى البِضْعَةِ البَيْضَاءِ أَحْسِبُهَا سَنَامًا , فَأَلُوكُهَا , فَإِذَا هِيَ عَصَبَةٌ، وَآخُذُ البِضْعَةَ مِنْ اللَّحْمِ , فَأَمْضُغُهَا فَلاَ أَكَادُ أَسِيغُهَا، فَإِذَا غَفَلَ عَنِّي , جَعَلتهَا بَيْنَ الخِوَانِ وَالقَصْعَةِ، ثُمَّ قَالَ: يَا عُتْبَةُ، إنَّا نَنْحَرُ كُلَّ يَوْمٍ جَزُورًا، فَأَمَّا وَدَكُهَا وَأَطَائِبُهَا فَلِمَنْ حَضَرَ مِنْ آفَاقِ المُسْلِمِينَ، وَأَمَّا عُنُقُهَا فإلى عُمَرَ. 
رواه ابن أبي شيبة (32918)، في المصنف ، وهناد بن السري في الزهد (695) , و الدارقطني في السنن 4/260ـ 261 (77) , و ابن عساكر في تاريخ دمشق 44/296 كلهم من طريق قيس بن أبي حازم به نحوه.واللفظ لابن أبي شيبة . إسناده صحيح، رجاله ثقات، وتقدم قريباً من وجه آخر عند مسلم ,  
 
الرواية  الثالثة : 
عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ , عَنْ حُذَيْفَةَ , قَالَ: مَرَرْت , وَالنَّاسُ يَأْكُلُونَ ثَرِيدًا , وَلَحْمًا، فَدَعَانِي عُمَرُ إلَى طَعَامِهِ، فَإِذَا هُوَ يَأْكُلُ خُبْزًا غليظا , وَزَيْتًا , فَقُلت: مَنَعْتنِي أَنْ آكُلَ مَعَ النَّاسِ الثَّرِيدَ، وَدَعَوْتنِي إلَى هَذَا؟ قَالَ: إنَّمَا دَعَوْتُك لِطَعَامِي، وَذَاكَ لِلمُسْلِمِينَ. 
رواه ابن أبي شيبة (32919)، في المصنف ، وأحمد في الزهد 1/121 كلاهما عن زيد بن وهب به. نحوه.واللفظ لابن أبي شيبة. 
حسن لغيره ,  فيه : سليمان الأعمش , وهو مدلس , ولم يصرح بالسماع، وبقية الإسناد ثقات، ولكن يشهد له , ويقويه , ماتقدم قبله بمعناه من أثر عتبة بن فرقد. 
 
تأمل الموقف  :  
تجلب الأطباق الشهية , العظيمة المليئة بما لذ وطاب , مما تشتهيه النفس , وتسر به  العين , بل ربما لا يستطيع الإنسان إلى تمالك نفسه من ذوقها , وتناولها , لما فيها من الجاذبية , والإغراء . 
 يجلب (الخبيص) وهو طعام مخلط , لذيذ , متعدد المقادير , حلو الطعم , إلى الفاروق محملا  بأطباق كبيرة من أذربيجان  ـ وهي مملكة عظيمة فيها خيرات واسعة , وفواكه جمة , فتحت في خلافته  رضي الله عنه , وهي اليوم استقلت من روسيا ,وغالب أهلها مسلمين ــ  ,  
أهداه له  قائد الجيش ،  وهو يطلب البر بأمير المؤمنين , لما يرى فيه من البذل والتوجيه , والمتابعة , ولما وجد في  نفسه من الحب لهذه الشخصية الفريدة , التي كان لها الدور المساند في النصر , فَقَالَ: لَوْ صَنَعْتُمْ لأََمِيرِ المُؤْمِنِينَ مِنْ هَذَا ؟ بعد أن أعجبه طعمه ,  
ثم وضعه في سفطين (وعائين) وفي رواية سلال , وحملها على بعيرين , وكتب معها حثا للقبول ,  كتب لعمر : إنَّك رجل تَقْضِي مِنْ حَاجَاتِ النَّاسِ أَوَّلَ النَّهَارِ، فَإِذَا رَجَعْت أَصَبْت مِنْهُ , أي أن هذا الطعام الحلو يعينك ويقويك على التحمل , ,  
فلما قدم له الطعام كان أول سؤال :  
هل كل المسلمين سيتناولون مثله ؟  
 أَكُلَّ المُسْلِمِينَ يُشْبِعُ مَنْ هَذَا فِي رَحْلِهِ؟  
فلما  أخبر أنه ليس بالإمكان إشباع المسلمين من هذا النوع , لأنه يحتاج تكاليف باهظة   ,  وأن هذه وجبة خاصة بالخليفة , ولا يمكن توفيرها للجميع , 
 لم يستطع أن يمد يده حتى لفضول التذوق فضلا عن الأكل , مع أنه طعام قدم له من قائد الجند , وطابت به نفوس القوم لتقديمه له , وقطعت من أجله المسافات , ولكن صاحب النفس العالية المتعالية على هواها , وملذاتها لم تستسلم للرغبات , 
 لم ينشغل الفاروق بملذات البطن , وهو يتحمل مسؤولية المسلمين , 
 لا تطاوعه نفسه بالتميز على عامة الناس فضلا أن يتميز على فقراءهم , 
 لقد أخذ منه هاجس المحاسبة الربانية كل مأخذ , فلم يرض لنفسه أن يتناول شيئاً لا تطاله أيدي المسلمين ,  
وعندها قدم الفاروق عتابه القوي المؤثر الذي لا يتمالك سامعه إلا الإذعان لقوة حجته , وصدق معناه , ووقع تأثيره ,  
قال له :  
فَإِنَّهُ لَيْسَ مِنْ كَدِّ أَبِيك, وَلاَ مِنْ كَدِّ أُمِّك , أَشْبِعْ المُسْلِمِينَ , مِمَّا تَشْبَعُ مِنْهُ فِي رَحْلِك.  
فيا ألله  وجبة طعام لم يتساهل معها  ؟!! , 
  فكيف لمن أذنت لهم نفوسهم التطاول على أموال المسلمين , وأكل حقوقهم بغير وجه حق ,   
عمر خاف من التوسع في المباح , وغيره  للحرام استباح ,  
عمر لا يريد التميز عن الرعية ,   وغيره أشغله كبره وغيّه , 
  أين منّا  تفهم هذا المثال ؟ الذي يستغنا به عن كثير من المقال ؟ 
وفي الموقف  أيضا :   
لم يأكل من طعام الثريد , واللحم الذي يقدم من بيت المال للفقراء , والوافدين , فيتركهم يتلذذون بالطعام الشهي , ويرضى بطعامه الخشن , ومادته : الخبز الغليظ والزيت ,  
خلبفة المسلمين من ملك الأرض من أقصاها إلى أقصاها يأكل الخبز الخشن والزيت , وإن أكل من اللحم اختار لنفسه الرديء (الرقبة ) , الذي يصعب مضغه , وترك للمسلمين الطيب , واللين  !!! ,  
لقد قدم للأمة درساً في عفة النفس , وفي المساواة بين الراعي والرعية , وفي الورع عن يسير الشبه , فمتى نستفيق ونستن بسنته رضي الله عنه ؟. 
 
انتظروا قريباً الحلقة الثالثة  من المواقف العمرية
		 
		
 
 
 
 
 
 
 
 
 
  
		
		
		
		
		
		
	 |