عرض مشاركة واحدة
قديم 06-21-2010, 12:24 PM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

عضــو

الرتبة:

البيانات
التسجيل: Oct 2008
العضوية: 158
المشاركات: 56 [+]
بمعدل : 0.01 يوميا
اخر زياره : [+]
 

الإتصالات
الحالة:
ابو يارا غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

المنتدى : مجالس وَ أشعار السلاطين
07 مقال رائع للشيخ سليمان بن صفوق السلطاني

مقال رائع جديد سطره شيخنا الجليل الاخ سليمان بن صفوق السلطاني ( ابو موسى ) تحدث فيه عن الاختلاف وأسباب الفرقة والفرق في الاختلاف بيننا حالياً والاختلاف بين السلف الصالح

نفلته لكم للفائدة والعظة

اترككم مع نص المقال




لماذا نحن مـتـنـاحرون ؟!



الاختلاف بين بني البشر سنة من سنن الله تعالى , يقول سبحانه " وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ "

لكن المشكلة ـ أيها الأفاضل ـ أن اختلافنا تحول إلى خلاف بيننا , ثم نما الخلاف وترعرع حتى صار إلى تناحر وتباغض فتدابر !
بينما كان سلفنا الكرام يختلفون لكنهم محافظون على المودة والأخوة فيما بينهم , يقول يونس الصدفي رحمه الله : "ما رأيت أعقل من الشافعي، ناظرته يوماً في مسألة ثم افترقنا، ولقيني فأخذ بيدي ثم قال: يا أبا موسى ألا يستقيم أن نكون إخواناً وإن لم نتفق في مسألة؟! "

ولنا أن نتساءل ما سبب هذا التطاحن والتناحر على كافة الأصعدة ومختلف المجالات ؟!
هل تناحرنا لأننا نتهم نيات الآخرين , وكأننا شققنا عن قلوبهم , في نظرة ظالمة لمنجزات الآخرين على أنها نابعة من مصالح شخصية , ولأهداف إعلامية !



لا أسألُ الناسَ عمّا في ضمائرهم ... ما في ضميري لهم يكفي ويشفيني


**********






هل تناحرنا بسبب ثقتنا الزائدة في أنفسنا وقدراتنا ومعلوماتنا , في مقابل التقليل من شأن الآخرين , والنظر إليهم بعين الازدراء , واعتقادنا أننا أحق ببعض المواقع والمواقف منهم ؟!

**********


هل نحن نناصب العداء لأناس لم نجلس معهم البتة , ولم نأخذ من أفواههم , ومعلوماتنا عنهم قد شوهها قوم لا يرقبون في مؤمن إلاً ولا ذمة ؟

**********


هل نحن نريد أن يكون الآخرون مثاليين دائما , ونسينا أن النقص طبع بشري , والخلل أمر جبلي !

هل لأننا نجيد فن "التهكم والسخرية بالآخرين"ونسلك هذا المسلك متناسين أن ربنا تعالى قد نهانا عن ذلك بقوله :" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاء مِّن نِّسَاء عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ "
هل نحن لا نفرّق بين النقد البناء والانتقاد الهدام , فإن بينهما بون شاسع , إذ يقول أحد أساتذة التربية : النقد أن تقدم حلولاً عملية واقعية للظاهرة المراد نقدها ,دون المساس بالأشخاص , في حين يكون الانتقاد عاريا عن تقديم أي حلول بديلة !

**********


هل خلافنا ناتج عن جهلنا بحدود صلاحيات بعض المسؤولين , ما يملكونه وما لا
يملكونه , فنطالبهم بما ليس في مقدورهم القيام به ؟!

هل سبب ذلك أننا لا نستطيع مواجهة الآخرين , والتباحث معهم في حوارٍ هادئ حول أمرٍ ما , بل ولم نكلف أنفسنا البحث عن أرقام هواتفهم الجوالة , لنعرض وجهة نظرنا عليهم , واكتفينا بالإساءة الالكترونية إليهم من خلال معرفات مجهولة ؟


**********


هل هذا التناحر لأننا متهافتون على الدنيا الدنية , غافلون عن الآخرة , ونسينا أو تناسينا قوله تعالى :" وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنْفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ" وقول النبي صلى الله عليه وسلم :"يَا مَعْشَرَ مَنْ آمَنَ بِلِسَانِهِ وَلَمْ يَدْخُلِ الْإِيمَانُ قَلْبَهُ لَا تَغْتَابُوا الْمُسْلِمِينَ وَلَا تَتَّبِعُوا عَوْرَاتِهِمْ فَإِنَّهُ مَنْ يَتَّبِعْ عَوْرَاتِهِمْ يَتَّبِعْ اللَّهُ عَوْرَتَهُ وَمَنْ يَتَّبِعِ اللَّهُ عَوْرَتَهُ يَفْضَحْهُ فِي بَيْتِهِ" خرجه أبو داوود وصححه الألباني.



دعونا ـ إخواني الفضلاء ـ نجرب العيش بصفاء ونقاء مع الآخرين , دعونا نمد أيدينا للتعاون مع إخواننا في كل مجال

لنطرح ما لدينا بلباقة على مشايخنا ودعاتنا وأهل الحسبة فينا ومسؤولينا وكبرائنا...
لنقدم ملاحظاتنا بهدوء لمسؤولي الجامعة والأمن والصحة والأمانة...

لنعرض وجهات نظرنا بأدب على أساتذتنا وإخواننا في النادي الأدبي ...
لنكن عونا لإخواننا في المجلس البلدي ...

لنطرح رؤيتنا بروية على أساتذتنا في التربية والتعليم ...
سنجد الغالبية ـ إن لم يكن الجميع ـ متفهمين ومتعاونين ..

أنا أيها الفضلاء لا أدافع عن أحد , كما أنني لا أتهم أحداً , ولكن يؤلمني ـ كما يؤلمكم ـ تناحرنا فيما بيننا , واعذروني على هذه المكاشفة والمصارحة, لترميم ما انصدع من بيتنا الشمالي العريق , إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله , فنحن في منطقة واحدة , تحت راية واحدة , وقبل ذلك كله يجمعنا دين واحد ..
وختاماً رددوا معي هذا البيت الجميل:
إنَّ القلوبَ إذا تنافر وُدُّها ... مثل الزجاجةِ كسرُها لا يـُجبرُ














عرض البوم صور ابو يارا   رد مع اقتباس