"شقائق الرجال ورائحة البن"

بعد أن رتبت أوراق مكتبي وأنجزت مالدي من أعمال ,

لمحت كتاب مختارات من أدأب العرب،

لمؤلفه الأستاذ أبي الحسن الندوي رحمه الله،

على أحد أرفف المكتب ، أخذت أتصفح موضوعاته الأدبية التي اختيرت بعناية ،

لفت انتباهي موضوع ,

" أطيب طعام ، واشعر بيت، "

لأبي فرج الأصفهاني.

ونظراً لافتتاننا كسعوديين بالكبسة ظننتها أفضل طعام ...

[ جذبني ذلك الموضوع الشيق، بأسلوبه الأدبي الراقي،

وفي أثناء انهماكي بقراءته،
فاحت رائحة البن في جنيات الإدارة، ومع نسمات الصباح الباكر...

جذب انتباهي وسيطر على مشاعري وغلبتني حاسة الشم،

توقفت عن القراءة والاستمرار في مطالعة الموضوع.!!!

عجباً ، كأن هذه الرائحة تنبعث من جهة مطبخ الإدارة !!

أجيب على تساؤلي. لا أظن ذلك . ...

لعلمي بأن عامل المطبخ لايتقن هذا الفن ، خاصة عمل القهوة العربية الأصيلة..

ياترى ،من أين تنبعث رائحة البن الزكية.؟

والتي تجذب عشاق هذا النوع من المشروب.

لعلها انبعثت من إحدى البويتات المجاورة .!!!

بينما أنا مسترسلاً في تساؤلاتي ،

وإذ بعامل المطبخ يحضر معه تُرْمس

من القهوة وضع بصينية اختيرت ألوانها بدقة وعناية ، متناسقة ألألوان ،

كأنما أبدعتها ريشة رسام....

يالها من لوحة فنية بديعة.!!

هنا ، ارتوت نفسي من المنظر فقط، !!

قبل أن أسبر أغوار ذلك الُترِمس وأكتشف ما بداخله...

تناولت فنجان القهوة,,

وبدأت ارتشف ،منها ،فنجان تلو الأخر

صحوت من نشوتي ،!!

سألت عامل المطبخ. أأنت من عمل هذه القهوة. ؟

قال : لا.

عُمِلَتْ بالجناحِ الثاني للإدارة.

هنا، اكتشفت سر الإبداع والجمال وإتقان العمل...

عندها رفعت يداي إلى السماء ،

داعياً لتلك الأخوات

اللاتي يعملن بصمت ،

مؤكدات استمرارهن بالإبداع وإتقان العمل ،

حتى في ابسط الأشياء، هذه حالهنّ .

كل الشكر والتقدير للشقائق الرجال...

أبو فايز

18/2/1431هـ]