(4)
فهو حقيقةً دعوة صريحة إلى الزنا والخنا والخمر والقمار والاختلاط والسفور والانحلال، فاتقوا الله في أنفسكم وأولادكم وأهليكم، واعلموا أن الدنيا فانية وما عند الله باق.
65- هدنة ومصالحة تكون بيننا وبين الروم (أوروبا-أمريكا) .
وهذه آخر علامة صغرى لأنه يكون في أعقابها وعلى إثرها الملاحم الأخيرة.
وقد تمت المهادنة وبدأت أطراف هذه العلامة الأخيرة تتراءى، فنحن الآن في صلح مع الروم. يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أعدد ستاً بين يدي الساعة: موتي، ثم فتح بيت المقدس، ثم موتان يأخذ فيكم كقعاص الغنم (هو داء يميت الدواب فجأة)، ثم استفاضة المال حتى يُعْطَى الرَّجُل مائة دينار فيظل ساخطاً، ثم فتنة لا يَبْقَى بيت من العرب إلا دخلته، ثم هدنة تكون بينكم وبين بني الأصفر فَيَغْدُرون فيأتونكم تحت ثمانين غاية (راية) تحت كل غاية اثنا عشر ألفاً"(رواه البخاري وأحمد).
فالهدنة التي بيننا وبين الروم أو بني الأصفر أو أمريكا وأوروبا هي آخر علامة من علامات الساعة الصغرى وذلك لأن الملحمة الكبرى التي سيقود المسلمين فيها "المهدي" عليه السلام ستكون في أعقاب هذه الحرب القادمة التحالفية (العالمية).
أما عن وصف هذه المعركة: فهي معركة عالمية تحالفية مدمِّرة تدور رحاها في أرض فلسطين يكون المسلمون والروم (أمريكا-أوروبا) فيها حلفاء فيقاتلون عدواً لهم كما أخبر عن ذلك النبي صلى الله عليه وسلم "ستصالحون الروم صلحاً آمناً فَتَغْزونَ أنتم وهم عدواً من ورائهم فَتَسْلَمُونَ وَتْغنَمون ثم تَنْزِلونَ بمَرْجٍ ذي تَلُولَ فيقوم رجل من الروم فيرفع الصليب ويقول: غَلَبَ الصَّليب فيقوم إليه رجل من المسلمين فَيَقْتِلُه فيغدر الروم وتكون الملاحم فيجتمعون لكم في ثمانين غاية مع كل غاية إثنا عشر ألفاً"(رواه أحمد وابن ماجه وأبو داود وصححه الألباني).
وفي هذه المعركة ينتصر المسلمين والروم على عدوهم ويُهزم الأعداء شر هزيمة فيرفع رجل من الروم الصليب ويقول انتصرنا بفضل هذا، فيقوم رجل من المسلمين ويقتله كما ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم ذلك بالحديث، فيغدر الروم بالمسلمين ويقوم بتجهيز جيش لقتال المسلمين يستغرق تجهيزه تسعة أشهر ويكون القتال فيه بالسيوف والخيول والرماح كما كان في أول الزمان وذلك لأن هذه المعركة تُدَمِّرْ جميع الآليَّات والأسلحة النووية وغيرها.
ويتبع ذلك (الملحمة الكبرى) وهي التي تكون بين المسلمين والروم، ففي أثناء تجهيز الروم لقتال المسلمين يخرج المهدي المنتظر، ذلك الرجل الشاب وهو من المسلمين من آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم من وَلَدْ الحسن بن فاطمة بنت الرسول صلى الله عليه وسلم كما بين ذلك النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الطويل الذي رواه أبي داود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا تنقضي الدنيا حتى يملك العرب رجل من أهل بيتي يواطئ إسمه إسمي وإسم أبيه إسم أبي"، وهو كذلك فإن إسمه محمد بن عبد الله ووصفه لنا الرسول صلى الله عليه وسلم بأنه أقنى الأنف، واسع الجبهة، ومعنى أقنى الأنف: أي أن أنفه طويل مع حدب بوسطه مع دقة في أرنبته، وهذا المهدي المنتظر يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما مُلئت ظلماً وجوراً، ويحكم الأرض سبع أو ثمان أو تسع سنوات كما بين ذلك النبي صلى الله عليه وسلم، ومن العلامات التي تدل على أن هذا هو المهدي المنتظر هي أنه يبايعه قوم ليس لهم عدد ولا عدة عند الكعبة المشرفة بين الحجر الأسود ومقام ابراهيم، ومن العلامات الدالة أيضاً على أنه المهدي هي: أنه يأتي جيش من المسلمين ليقاتل المهدي ومن بايعه ويقضي عليهم، ولكن الله تعالى يخسف بهذا الجيش الأرض فتنشق الأرض وتبتلعهم ولا ينجوا منهم إلا رجل أو رجلان لكي يخبر العالم بأمرهم فيسمع بذلك الناس فيأتون من كل مكان لمبايعة المهدي المنتظر عليه السلام وهذا في التسعة أشهر التي يُجَهِّزْ فيه الروم للقتال وبعد ذلك تقوم الحرب بين المسلمين والروم وينتصر فيها المسلمون على الروم ويكون المهدي من ضمن جيش المسلمين.
وستكون هناك حروب كثيرة في عهد المهدي المنتظر وذلك بعد انتهاء حرب المسلمين والروم، فسيقوم المهدي المنتظر عليه السلام بفتح جزيرة العرب وفارس والروم والقسطنطينية، ومما يدل على ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه مسلم وأحمد وابن ماجة "تغزون جزيرة العرب فيفتحها الله، ثم فارس فيفتحها الله، ثم تغزون الروم فيفتحها الله، ثم تغزون الدجال فيفتحه الله"، وقال صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه البخاري وأحمد "لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا خَوْزاً وكِرْمَاَنْ من الأعاجم حُمْرَ الوُجوه فُطْسَ الأُنوفْ صِغارَ الأَعَيُنْ كأن وجوههم المَجَانُّ المطرقة"، والمجان المطرقة: هي الدرع الواقي للمقاتل. وبعد فتح القسطنطينية سيخرج المسيح الدجال:-
الذي ما من نبي إلا وحذر أمته الدجال وهي أشد فتنة يمر بها المسلمون فقد قال عنها النبي صلى الله عليه وسلم "ما بين خلق آدم إلى قيام الساعة فتنة أكبر من فتنة الدجال". وهو رجل من بني آدم يهودي ممسوخ الخلقة، شيطاني النشأة، شيطاني الشكل والصورة، تحيط به الشياطين ويتبعه سبعون ألفاً من اليهود وهو حيُّ يرزق ولكنه محبوس في دير إلى أجل مسمى. ومما يدل على ذلك الحديث الذي رواه مسلم في صحيحه عن فاطمة بنت قيس قالت: سمعت منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم ينادي الصلاة جامعة، فخرجت إلى المسجد فصليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فكنت في صف النساء التي تلي ظهور القوم فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاته جلس على المنبر وهو يضحك فقال ليلزم كل إنسان مُصَلاَّه ثم قال أتدرون لم جمعتكم، قالوا الله ورسوله أعلم، قال: إني والله ما جمعتكم لرغبة ولا لرهبة ولكن جمعتكم لأن تَميماً الداري كان رجلاً نصرانياً فجاء فبايع وأسلم وحدثني حديثاً وافق الذي كنت أحدثكم عن مسيح الدجال، حدثني أنه ركب في سفينة بحرية مع ثلاثين رجلاً من لخم وجذام فلعب بهم الموج شهراً في البحر ثم أرفئوا إلى جزيرة في البحر حتى مغرب الشمس فجلسوا في أَقْرُبِ السَّفينة فدخلوا الجزيرة فلقيتهم دابة أَهْلَبْ كثير الشعر لا يدرون ما قبله من دبره من كثرة الشعر فقالوا وَيْلَكِ ما أَنْتِ فقالت أنا الجسَّاسة قالوا وما الجساسة قالت أيها القوم انطلقوا إلى هذا الرجل في الدير فإنه إلى خبركم بالأشواق، قال لما سمت لنا رجلاً فَرِقنا (خفنا) منها أن تكون شيطانه قال فانطلقنا سراعاً حتى دخلنا الدير فإذا فيه أعظم إنسان رأيناه قط خلقاً وأشده وثاقاً مجموعة يداه إلى عنقه ما بين ركبتيه إلى كعبيه بالحديد، قلنا ويلك ما أنت قال قد قدرتم على خبري، فأخبروني ما أنتم، قالوا نحن أناس من العرب ركبنا في سفينة بحرية فصادفنا البحر حين اغتلم (هاج) فلعب بنا الموج شهراً ثم أرفأنا إلى جزيرتك هذه فجلسنا في أَقْرُبِهَا فدخلنا الجزيرة فلقيتنا دابة أهلب كثير الشعر لا يدري ما قبله من دبره من كثرة الشعر فقلنا ويلك ما أنت فقالت أنا الجساسة قلنا وما الجساسة قالت اعمدوا إلى هذا الرجل في الدير فإنه إلى خبركم بالأشواق فأقبلنا إليك سراعاً وفزعنا منها ولم نأمن أن تكون شيطانه فقال أخبروني عن نخل بِيسَانْ قلنا عن أي شأنها تستخبر قال أسألكم عن نخلها هل يُثمر قلنا له نعم قال أما إنه يوشك أن لا تثمر، قال أخبروني عن بحيرة الطَّبَرِيَّة، قلنا عن أي شأنها تستخبر قال هل فيهما ماء، قالوا هي كثيرة الماء، قال أما إن ماءها يوشك أن يذهب، قال أخبروني عن عين زغر، قالوا عن أي شأنها تستخبر، قال هل في العين ماء وهل يزرع أهلها بماء العين، قلنا له نعم هي كثيرة الماء وأهلها يزرعون من مائها، قال أخبروني عن نبي الأميين ما فعل، قالوا قد خرج من مكة ونزل يثرب، قال أقاتله العرب، قلنا نعم، قال كيف صنع بهم، فأخبرناه أنه قد ظهر على من يليه من العرب وأطاعوه، قال لهم قد كان ذلك، قلنا نعم، قال أما إن ذاك خير لهم أن يطيعوه وإني مخبركم عني إني أنا المسيح وأني أوشك أن يؤذن لي في الخروج فأخرج فأسير في الأرض فلا أدع قرية إلا هبطتها في أربعين ليلة غير مكة وطيبة فهما محرمتان عليَّ كلتاهما كلما أردت أن أدخل واحدة أو واحداً منهما استقبلني ملك بيده السيف صلتا (مسلولاً) يصدني عنها وإن على كل نقب (الفرجة بين جبلين) منها ملائكة يحرسونها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وطعن بمخصرته في المنبر هذه طيبة هذه طيبة هذه طيبة يعني المدينة، ألا هل كنت حدثتكم ذلك، فقال الناس نعم، فإنه أعجبني حديث تميم أنه وافق الذي كنت أحدثكم عنه وعن المدينة ومكة ألا إنه في بحر الشام أو بحر اليمن لا بل من قبل المشرق ما هو من قبل المشرق ما هو من قبل المشرق ما هو وأومأ بيده إلى المشرق، قالت فحفظت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم"، وبيَّن النبي صلى الله عليه وسلم أن مكان الدير المحبوس فيه الدجال هو إقليم يسمى "خراسان" تحديداً من قرية يهودية "اصبهان" (أي على الحدود الروسية الإيرانية) ومما يدل على ذلك الحديث الذي رواه الترمذي والحاكم بأن النبي صلى الله عليه وسلم قال "الدجال يخرج من أرض بالمشرق يقال لها خراسان" ومع معرفتنا لمكان الدجال إلا أنه لا يستطيع أحد أن يصل إليه أو يطلق سراحه لأن هناك وقتاً قَدَّره الله لخروجه فلا يتقدم عنه ساعة ولا يتأخر، وفتنته ليست فتنة قهر وجبر وإكراه وإنما هي فتنة شهوات وإغواء يستميل إليه ضعاف القلوب والإيمان من المسلمين فضلاً عن المشركين والملاحدة.
وتكون فتنة الدجال بأن يسخر الله له كل شئ حتى أنه يقول للسماء أمطري فتمطر ويأمر الأرض أن تنبت الزرع فتنبت وما من شئ يطلبه إلا ويتحقق حتى أنه يأتي بالرجل فيقول له إذا أحييت لك أمك وأباك أتؤمن فيقول نعم، فيحيي أمه وأباه فيأتيانه فيقولان له يا بني إنه ربك فاتبعه وهو بالحقيقة لا يحييهم ولكن يتمثل له شيطانان بهيئتهما حيث أن الله يسخر له كل شئ. ولذلك وصفه وبينه لنا النبي صلى الله عليه وسلم بياناً شافياً كافياً لا يدع معه شك ولا تردد في التعرف عليه فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم "رجل جسيم أحمر جعد الرأس أعور العين كأن عينيه عِنَبَةُ طافية" ومن أوضح العلامات أنه مكتوب بين عينيه "كافر" يقرؤها كل مؤمن قارئ وغير قارئ، وسوف يمكث الدجال في الأرض أربعين يوماً يقول عنها النبي صلى الله عليه وسلم أنها يوم كسنة ويوم كشهر ويوم كأسبوع وبقية أيامه كأيامنا، فمن قَدَّرَ الله له أن يرى الدجال فليتفل في وجهه
يتبع الموضوع