اصول الحوار(10)

لاتستأثر بالكلام

ويجب على المحاور(والمتحدث بصفة عامه) الا يستأثر بالكلام

لنفسة,ويحرم الطرف الاخر او الحاضرين من الكلام

بالاطالة التي تخرج به عن حدود الذوق

واللياقة فالاتستئثار بالكلام,كالاستئثار

بالطعام,كلاهما منقصة بصاحبة.

ومن هنا كان على المحاور ،ان يراعي الوقت

اثناء كلامه ,فاذا كان في

مؤتمر ما واعطى دقائق معينة التزم بذلك,واذا لم يحدد له

الوقت,حدده هو من تلقاء نفسه

حسب طبيعة الموقف,فإذا كان حديثة في مسجد قبيل صلاة الصبح

مثلا,تكلم دقائق معدودة مراعاة لحاجة الناس للانصراف بسبب نوم او برد او شغل,بخلافه

اما اذا تحدث في نزهة او بستان, وكان

السامعون مستريحين والموقف يسمح بالتوسع.

ومن قديم توارث الناس الحكمة التي تقول:

ان الله خلق للانسان لساناً واحداً واذنين اثنتين ليكون مايسمعه اكثر مما يقوله.

ان الاطالة في الكلام افة الخطباء والمتحدثين والمحاورين في الاغلب

وضررها اكثر بكثير من نفعها على الداعية وعلى الدعوة.

ولعل اسباب الاطالة في معظم الاحوال ترجع الى مايلي:


1.- اعجاب المرء بنفسة وتصوره ان علمه جديد على الناس.

3.-الغفلة عن تقدير الطرف الاخر من حيث العلم والوقت والموقف.

واذا كان على الداعية ان يتذكر هذه الامور الثلاثة حتى يتجنبها,فان

عليه ايضا ان يتذكر امرين اساسيين يضعهما في حسابه وهو يتحدث.

1.-ان السامع في الاغلب لايستطيع ان يتابع بانتباه

وتركيز اكثر من 15 دقيقة متوالية,يصيبة بعدها الاعياء

والشرود,ويود لو يستريح حتى يجد مشوقا اخر.

2.-ان الكلام في المجال الديني معروف للمسلين

في حالات كثيرة خاصة عند من تجاوزوا الثلاثين

اذ يكون معضمهم قد سمع وقرأ ومرت

به جوانب شتى من الثقافة

الدينيه في المدرسة والمسجد والكتاب وما الى ذلك.(1)





المصدر السابق.


ابوفايز

1-1-1431هـ