12-15-2009, 08:02 PM
			
			
		 | 
		
			 
			المشاركة رقم: 1
			
		 | 
	
	
				
	
		| المعلومات | 
	 
		| الكاتب: | 
		
		
		 | 
	 
	
	
		| اللقب: | 
		 | 
	 
	
		
		| الرتبة: | 
		 | 
	 
	
	 
			
			
			
			
	
		| البيانات | 
	 
		
		| التسجيل: | 
		 Nov 2008 | 
	 
	
		| العضوية: | 
		258 | 
	 
	
	
		| المشاركات: | 
		 1,356 [+] | 
	 
	
		| بمعدل : | 
		0.22 يوميا | 
	 
	
		| اخر زياره : | 
		 [+] | 
	 
	
	
	
			
	
		
 
				
				
				  
				  
 
			 
				
	
		| الإتصالات | 
	 
		| الحالة: | 
		 | 
	 
	
		| وسائل الإتصال: | 
		      | 
		 
 
 
	 | 
	
	
	
		
		
المنتدى : 
[ المنتدى العام ]
		
			
			
				 
				كذبات أمي الثمانية
			 
			 
			
		
		
		
			
			ليس دائما ً: تقول أمي الحقيقة !!.. 
 
 
 
ثماني مرات : كذبت أمي عليّ !!!... 
 
 
 
 
 
تبدأ القصة عند ولادتي ، فكنت الابن الوحيد في أسرة شديدة الفقر 
 
فلم يكن لدينا من الطعام ما يكفينا .... 
 
وإذا وجدنا في يوم من الأيام بعضا ًمن الأرز لنأكله ويسد جوعنا : 
 
كانت أمي تعطيني نصيبها .. وبينما كانت تحوِّل الأرز من طبقها إلى 
 
طبقي كانت تقول : يا ولدي تناول هذا الأرز ، فأنا لست جائعة .. 
 
وكانت هذه كذبتها الأولى 
 
 
 
 
 
وعندما كبرت أنا شيئا قليلا كانت أمي تنتهي من شئون المنزل وتذهب 
 
للصيد في نهر صغير بجوار منزلنا ، وكان عندها أمل أن أتناول سمكة قد  
 
تساعدني على أن أتغذى وأنمو ، وفي مرة من المرات استطاعت بفضل 
 
الله أن تصطاد سمكتين ، أسرعت إلى البيت وأعدت الغذاء ووضعت 
 
السمكتين أمامي فبدأت أنا أتناول السمكة الأولى شيئا فشيئا ، وكانت أمي 
 
تتناول ما يتبقى من اللحم حول العظام والشوك ، فاهتز قلبي لذلك ، 
 
وضعت السمكة الأخرى أمامها لتأكلها ، فأعادتها أمامي فورا وقالت : 
 
يا ولدي تناول هذه السمكة أيضا ، ألا تعرف أني لا أحب السمك .. 
 
وكانت هذه كذبتها الثانية 
 
 
 
 
 
وعندما كبرت أنا كان لابد أن ألتحق بالمدرسة ، ولم يكن معنا من المال  
 
ما يكفي مصروفات الدراسة ، ذهبت أمي إلى السوق واتفقت مع موظف بأحد  
 
محال الملابس أن تقوم هي بتسويق البضاعة بأن تدور على المنازل  
 
وتعرض الملابس على السيدات ، وفي ليلة شتاء ممطرة ، تأخرت أمي في  
 
العمل وكنت أنتظرها بالمنزل ، فخرجت أبحث عنها في الشوارع المجاورة ،  
 
ووجدتها تحمل البضائع وتطرق أبواب البيوت ، فناديتها : أمي ، هيا نعود  
 
إلى المنزل فالوقت متأخر والبرد شديد وبإمكانك أن تواصلي العمل في الصباح ،  
 
فابتسمت أمي وقالت لي : يا ولدي.. أنا لست مرهقة .. 
 
وكانت هذه كذبتها الثالثة 
 
 
 
 
 
وفي يوم كان اختبار آخر العام بالمدرسة ، أصرت أمي على الذهاب معي ،  
 
ودخلت أنا ووقفت هي تنتظر خروجي في حرارة الشمس المحرقة ،  
 
وعندما دق الجرس وانتهى الامتحان خرجت لها فاحتضنتني بقوة ودفء  
 
وبشرتني بالتوفيق من الله تعالى ، ووجدت معها كوبا فيه مشروب كانت  
 
قد اشترته لي كي أتناوله عند خروجي ، فشربته من شدة العطش حتى ارتويت ،  
 
بالرغم من أن احتضان أمي لي : كان أكثر بردا وسلاما ، وفجأة نظرت  
 
إلى وجهها فوجدت العرق يتصبب منه ، فأعطيتها الكوب على الفور وقلت لها :  
 
اشربي يا أمي ، فردت : يا ولدي اشرب أنت ، أنا لست عطشانة ..  
 
وكانت هذه كذبتها الرابعة  
 
 
 
 
 
وبعد وفاة أبي كان على أمي أن تعيش حياة الأم الأرملة الوحيدة ، وأصبحت  
 
مسئولية البيت تقع عليها وحدها ، ويجب عليها أن توفر جميع الاحتياجات ،  
 
فأصبحت الحياة أكثر تعقيدا وصرنا نعاني الجوع ، كان عمي رجلا طيبا  
 
وكان يسكن بجانبنا ويرسل لنا ما نسد به جوعنا ، وعندما رأى الجيران  
 
حالتنا تتدهور من سيء إلى أسوأ ، نصحوا أمي بأن تتزوج رجلا ينفق  
 
علينا فهي لازالت صغيرة ، ولكن أمي رفضت الزواج قائلة :  
 
أنا لست بحاجة إلى الحب .. 
 
وكانت هذه كذبتها الخامسة 
 
 
 
 
 
وبعدما انتهيت من دراستي وتخرجت من الجامعة ، حصلت على وظيفة  
 
إلى حد ما جيدة ، واعتقدت أن هذا هو الوقت المناسب لكي تستريح أمي  
 
وتترك لي مسؤولية الإنفاق على المنزل ، وكانت في ذلك الوقت لم يعد  
 
لديها من الصحة ما يعينها على أن تطوف بالمنازل ، فكانت تفرش فرشا  
 
في السوق وتبيع الخضروات كل صباح ، فلما رفضت أن تترك العمل  
 
خصصت لها جزءا من راتبي ، فرفضت أن تأخذه قائلة :  
 
يا ولدي احتفظ بمالك ، إن معي من المال ما يكفيني .. 
 
وكانت هذه كذبتها السادسة 
 
 
 
 
 
وبجانب عملي واصلت دراستي كي أحصل على درجة الماجيستير ،  
 
وبالفعل نجحت وارتفع راتبي ، ومنحتني الشركة الألمانية التي أعمل بها  
 
الفرصة للعمل بالفرع الرئيسي لها بألمانيا ، فشعرت بسعادة بالغة ،  
 
وبدأت أحلم ببداية جديدة وحياة سعيدة ، وبعدما سافرت وهيأت الظروف ،  
 
اتصلت بأمي أدعوها لكي تأتي للإقامة معي ، ولكنها لم تحب أن تضايقني  
 
وقالت : يا ولدي .. أنا لست معتادة على المعيشة المترفة ... 
 
وكانت هذه كذبتها السابعة 
 
 
 
 
 
كبرت أمي وأصبحت في سن الشيخوخة ، وأصابها مرض السرطان اللعين ،  
 
وكان يجب أن يكون بجانبها من يمرضها ، ولكن ماذا أفعل فبيني وبين  
 
أمي الحبيبة بلاد ، تركت كل شيء وذهبت لزيارتها في منزلنا ، فوجدتها  
 
طريحة الفراش بعد إجراء العملية ، عندما رأتني حاولت أمي أن تبتسم لي  
 
ولكن قلبي كان يحترق لأنها كانت هزيلة جدا وضعيفة ، ليست أمي  
 
التي أعرفها ، انهمرت الدموع من عيني ولكن أمي حاولت أن تواسيني  
 
فقالت : لا تبكي يا ولدي فأنا لا أشعر بالألم ... 
 
وكانت هذه كذبتها الثامنة 
 
 
وبعدما قالت لي ذلك ، أغلقت عينيها ، فلم تفتحهما بعدها أبدا ... 
 
 
 
 
إلى كل من ينعم بوجود أمه في حياته : 
 
حافظ على هذه النعمة قبل أن تحزن على فقدانها ... 
 
وإلى كل من فقد أمه الحبيبة : 
 
تذكر دائما كم تعبت من أجلك ، وادع الله تعالى لها بالرحمة والمغفرة ..  
		 
		
 
 
 
 
 
 
 
 
 
  
		
		
		
		
		
		
	 | 
	
		 
		
		
		
		
		 
	 | 
	
	
	
		
		
		
		
			 
		
		
		
		
		
		
		
			
		
		
		
	 |