البحث عن الشهرةِ والمنصبِ.



من السهل أن يدعيَ فئامٌ من الناسِ النزاهةِ والحرص على المصالح العامة ،طالما هم خارج دائرة العمل والمسؤولية المباشرة لخدمة المجتمع.

ما أسرعهم لانتقاد اخطاء الاخرين والتحدث بها حتى اصبحت فاكهة المجالس في ايامنا هذه , قال المصطفى صلى الله عليه وسلم: ( يبصر أحدكم القذاة في عينِ اخيه وينسى الجذع في عينه)اخرجه ابن حبان في صحيحه برقم 5855 وصححه الالباني.

طالما الباعث هو الرغبة الملحه للقفز والوصول الى ذات الموقع الذي ينتقدون صاحبه -ذلك القول من خلال معايشتي وتجربتي في واقع العمل مما المسه واشاهدة- وليس مرادهم من ذلك معالجة الاخطاء والممارسات التي كانوا ينتقدونها من قبل , فأذا وصولوا الى ذات المنصب فعلوا كما فعل اسلافهم ,فهم نسخة طبق الاصل لمن هم قبلهم .

عقدة هؤلاء حب الظهور والبحث عن الشهرة ولو على حساب الاخرين , فعندهم : (الغاية تبرر الوسيلة )

ياللعجب ...

كيف تغير مفاهيمهم وتبدلت قناعاتهم,اهي المصلحه الذاتيه, ام قناعات جديده طرأت عليهم ؟

هل ظن هؤلاء القوم ان المجتمع لاينتقد تصرفاتهم و افعالهم كما كانوا هم يفعلونها من ذي قبل .

ام ظنوا ان التاريخ لايسجل مايقومون به من افعال وتصرفات وهو شاهده عليهم طال الزمان ام قصر؟.

او تناسوا الموقف العظيم بين يدي الحكم العدل سبحانه وتعالى يوم تشهد عليهم اعضاءهم؟

قال تعالى{يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ }النور24

وقد قيل : (وكما تدين تدان)

قال الشاعر:-

ومهما تكن عند امرئ من خليقةً...وإن خالها تخفى على الناس تعلمِِ

وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه..


ابو فايز

18-10-1430هـ