عرض مشاركة واحدة
قديم 12-09-2008, 07:59 AM   المشاركة رقم: 12
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
طــالـــب عــــلـم
الرتبة:

البيانات
التسجيل: Nov 2008
العضوية: 255
المشاركات: 222 [+]
بمعدل : 0.04 يوميا
اخر زياره : [+]
 

الإتصالات
الحالة:
أبو عثمان غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : عوض جبيب المنتدى : مجالس وَ أشعار السلاطين
افتراضي


أخي الزير بارك الله فيك : لقد أجدت الاختيار ولمست الجرح , وطرقت الموضوع الهام
الذي نحتاج فيه إلى المصارحة بالواقع الخاطيء الذي نعيشه :

نعم لماذا لا يسمح للخاطب الجاد الثقة الذي توفرت فيه صفة الخلق والدين أن ينظر للمرأة
التي ستكون شريكة حياته , وتصاحبه في هذه الحياة , بحلوها ومرها , ولا تفارق نظره ,
إن الزوجة قريبة لزوجها أقرب من لا بس الثوب لثوبه , كما وصف القرآن الكريم هذه
العلاقة وقربها , قال تعالى (هن لباس لكم وأنتم لباس لهن) فالعلاقة تلابس فكري
وجسدي , وطباع , ومشاعر وسلوك , وبهذه العلاقة يسعد أناس ويشقى آخرون ,
بهذه العلاقة ينشأ
الحب الحقيقي والتلاقي الجسدي والعاطفي , والتخاطب , والتفاهم ,
هذه العلاقة نواة المجتمع , والركيزة التي يقوم عليها , وبها محضن الطفولة ونشأتها ,
فهل من المقبول عقلا , أو فهما قبل أن يكون شرعا أن تكون مبنية على جهل بالطرف
الآخر ؟!! والجهل بهذه العلاقة ممتد لكل منهما نحو رفيق دربه ؟! لا يعرف شكله
ولا قسمات وجهه ولا تكوينه الجسماني , فضلا أن يعرف شخصيته وصفاته النفسية
والفكرية والثقافية , فيدخل ليلة الدخلة مع المدعوين كأنه واحد منهم ؟!!
إن هذا بناء معوج لعلاقة مستديمة , فكيف تستديم ؟!!
يقول أحدهم : لما دخلت على شريكة حياتي الموصوفة
لي بالحسن وقف الشعر في رأسي
من هول المنظر لشدة بشاعتها ؟! فأصبحنا أنا وهي ضحية الصداقة بين الأم والأم
والمجاملة ؟!! فما استطعت النظر إلى وجهها لا نصراف قلبي عنها , فمكثت عندي
كالضيفة لمدة ثلاثة شهور ثم طلقتها دون أن أمسها ؟! وتصور الحالة النفسية التي
عشناها سويا ؟!! لماذا نصل إلى هذا الحال؟!!


أيها الإخوة : ما تترك سنة إلا ويخلفها بدعة أو شر أو ضرر
لأن (خير الهدي هدي محمد)وما الذي يتضرر به الولي إذا أذن
للخاطب الجاد أن يرى البنت نظرة شرعية فينظر فيها
إلى ما يدعوه إلى نكاحها , ويكون ذلك بحضور محرم ؟
ما المحظور في ذلك ؟
هل يأمر الله بما هو ضرر للعبد؟



الحجة التي يتكىء عليها البعض , يقولون : ربما لا تعجبه
فينقل صفاتها للآخرين؟؟!!!!


وهذه حجة واهية ليس لها رصيد من شرع أو عقل
أو منطق:
فالشرع تبين حكمه بجلاء مما ساقه أخي الزير من الأدلة الشرعية الواضحة ,
وهي كافية لمن رزقه الله الهداية والتوفيق , إن النبي صلى الله عليه وسلم
يجيز ذلك والصحابة يعملون بالوصية , فهل تطاوعك نفسك أن تخالف ؟!!
وهل ستكون أغير وأحرص منهم على البنات والتربية؟!

أما العقل والمنطق :
فإنك لو اشتريت أبسط سلعة من السوق لن تقتنع بها حتى تعيد النظر فيها مليا
وتتأكد من سلامتها وجودتها , والمرأة التي تعيش معك طيلة حياتك وفيها بهجتك
وهنائك لا تعلم عنها شيء ؟! ووجه الشبه : الاقتناء سواء دائم أو مؤقت ,
لا أن المرأة كالسلعة فلينتبه!!
إذا أردت أن تعمل بعمل لا تقبل به حتى تعرف عنه كل شيءالمطلوب والمكان
والراتب ..إلخ .أليس كذلك؟!
فكيف ترضى بصحبة إنسان صحبة مستمرة كل العمر وأنت لا تعرف عنه شيء؟؟


يقولون : ربما لا تعجبه فينقل صفاتها للآخرين؟؟!!!!

إذا كانت لا تعجبه فربما تعجب غيره وفضل الله واسع
لا يحده حد , وإن كان وصفها للآخرين , فهو لن يحيط بالكون ؟!
وليس الناس إمعات بل الكثير منهم لا يثق إلا بقناعته,


يقولون : ينقل صفاتها للآخرين؟؟!!!!

لو نقل هل كل الناس تصدق؟ وكم عدد الناس الذين سينقل لهم الخبر؟
هل أحاط بالجميع؟وتناقل صفتها ليس محصورا في شخصه بل ربما
تتناقل الصفة عن طريق النساء , فهل لهذه الحجة المبنية على الظن
نمنع ما أمر به النبي من الرؤية العظيمة المقاصد؟!!
وهل النصيب بيده ليوقفه؟! كم من فتاة اشتهر عدم جمالها ورزقها الله ,
فرزقه سبحانه ليس له حدود.


يقولون : تنجرح نفسيتها عندما لا تعجبه.

أيها الإخوة :
مهما حصل من أثر نفسي تجاه عدم رغبة الخاطب بالبنت , فهو أخف
بكثير وأهون من أن يأخذها شهرا ثم يطلقها لعدم رغبته فيها ؟!!
إن العودة بعد الطلاق أشد بكثير من الترك في البداية ,
وأهون بكثير من أن يبقيها عنده وهو غير مقتنع بها !
فتشعر بأنها مهمشة لا قيمة لها ولا وزن ولا تجد عنده المشاعر أو
الحب أو الرغبة , لن يتحقق المقصد الرباني من المودة والرحمة هنا


أيها الإخوة:
ينبغي لمجتمعنا أن يستفيق أن يستفيق إن النسب الكبيرة من الطلاق بسبب المخالفة
للهدي النبوي , لماذا لا نجنب بناتنا وأبنائنا شر الطلاق ومصيبة الفراق بهذا الإجراء
البسيط الدخول على قناعة .
بل أدعو إلى السماح بالتحدث بينهما في حال الخطبة بحضور المحرم , واكتشاف كل
منهما للآخر بشكل أوسع فكريا وعلميا وثقافيا وصفات وسلوك وفهم واتزان ...إلخ.
حتى تكون الركيزة صلبة لهذا العقد بعيدة عن المفاجآت مبنية على الوضوح , فلا يعقد
العقد إلا عن رضا وقناعة .
ختاما : أشكر أخي الزير على طرحه الجريء البديع لهذا الموضوع الهام , الذي
للأسف السواد الأعظم يقع في مخالفته بحجج واهية , نحتاج لمثل هذه الموضوعات
التي تمس مجتمعنا ,
فبارك الله فيك وسدد خطاك وإلى الأمام
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
.












عرض البوم صور أبو عثمان   رد مع اقتباس