منتديات السلاطين الرسمية

منتديات السلاطين الرسمية (http://www.alslateen.com/vb/index.php)
-   المنتدى الاسلإمي (http://www.alslateen.com/vb/forumdisplay.php?f=6)
-   -   مواقف عمرية : مواقف , ودروس , وعبر هامة من حياة عمر بن الخطاب (الحلقة الأولى) (http://www.alslateen.com/vb/showthread.php?t=867)

عبدالعزيز السلطاني 11-07-2008 09:36 PM

شكرا لك أخي الكريم أبا عثمان على هذا الطرح الرائع والجميل ونسأل الله أن يجعله في موازين حسناتك


أبو بندر 11-08-2008 09:36 AM

http://www.islamdor.com/vb/images/bsm-allah3.gif
مشكور أخي الكريم أبو عثمان على توضيح هذه المواقف الهامة والمفيدة جعلها الله في ميزان حسناتك ورزق الله الفردوس الأعلى من الجنة ووفقنا وإياكم لما فيه الخير لنا في الدنيا ةالآخرة أمين </B>




أبو عثمان 11-08-2008 04:45 PM

الدرس الثاني في المواقف العمرية : (التعالي على شهوات النفس)
 
الحلقة الثانية في المواقف العمرية :
كيف كان يأكل الفاروق ؟ (التعالي على شهوات النفس)


الموقف الثاني (2) : وفيه ثلاث روايات :
الرواية الأولى :
عَنْ أَبِي عُثْمَانَ , قَالَ: لَمَّا قَدِمَ عُتْبَةُ أَذْرَبِيجَانَ , أتي بِالخَبِيصِ فَذَاقَهُ , فَوَجَدَهُ حُلوًا، فَقَالَ: لَوْ صَنَعْتُمْ لأََمِيرِ المُؤْمِنِينَ مِنْ هَذَا، قَالَ: فَجَعَلَ لَهُ : سَفَطَيْنِ عَظِيمَيْنِ، ثُمَّ حَمَلَهُمَا عَلَى بَعِيرٍ مَعَ رَجُلَيْنِ , فَبَعَثَ بِهِمَا إلَيْهِ، فَلَمَّا قَدِمَا عَلَى عُمَرَ , قَالَ: أَيَّ شَيْءٍ هَذَا؟ قَالَ: خَبِيصٌ، فَذَاقَهُ , فَإِذَا هُوَ حُلوٌ، فَقَالَ: أَكُلَّ المُسْلِمِينَ يُشْبِعُ مَنْ هَذَا فِي رَحْلِهِ؟ قَالُوا: لاَ، قَالَ: فَرُدَّهُمَا، ثُمَّ كَتَبَ إلَيْهِ: أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّهُ لَيْسَ مِنْ كَدِّ أَبِيك, وَلاَ مِنْ كَدِّ أُمِّك , أَشْبِعْ المُسْلِمِينَ , مِمَّا تَشْبَعُ مِنْهُ فِي رَحْلِك.
إسناده صحيح. رجاله ثقات، رواه ابن أبي شيبة (32917)، في المصنف ، و مسلم في صحيحه (2069) مختصراَ , وأحمد في الزهد 1/121، وهناد بن السري في الزهد (697 ، عن عاصم الأحول به نحوه.وهذا لفظ ابن أبي شيبة .

الرواية الثانية :
عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ , قَالَ: حَدَّثَنِي عُتْبَةُ بْنُ فَرْقَدٍ السُّلَمِيُّ , قَالَ: قَدِمْت عَلَى عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ ؛ بِسِلاَلِ خَبِيصٍ عِظَامٍ مَمْلُوءَةٍ، لَمْ أَك أَحْسن وأجيد، فَقَالَ : مَا هَذِهِ؟ فَقُلت : طَعَامٌ أَتَيْتُك بِهِ، إنَّك رجل تَقْضِي مِنْ حَاجَاتِ النَّاسِ أَوَّلَ النَّهَارِ، فَإِذَا رَجَعْت أَصَبْت مِنْهُ، قَالَ: اكْشِفْ عَنْ سَلَّةٍ مِنْهَا، قَالَ: فَكَشَفْت، قَالَ: عَزَمْت عَلَيْك إذَا رَجَعْت , أَلاَ رَزَقْت كُلَّ رَجُلٍ مِنْ المُسْلِمِينَ مِنْهَا سَلَّةً قَالَ: قُلت: وَاَلَّذِي يصْلُحُك يَا أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ، لَوْ أَنْفَقْت مَالَ قَيْسٍ كُلَّهُ , مَا بَلَغَ ذَلِكَ، قَالَ: فَلاَ حَاجَةَ لِي فِيهِ ، ثُمَّ دَعَا بِقَصْعَةٍ فِيهَا ثَرِيدٌ مِنْ خُبْزٍ خَشِنٍ , وَلَحْمٍ غَلِيظٍ , وَهُوَ يَأْكُلُ مَعِي أَكْلاً شَهِيًّا، فَجَعَلت أَهْوِي إلَى البِضْعَةِ البَيْضَاءِ أَحْسِبُهَا سَنَامًا , فَأَلُوكُهَا , فَإِذَا هِيَ عَصَبَةٌ، وَآخُذُ البِضْعَةَ مِنْ اللَّحْمِ , فَأَمْضُغُهَا فَلاَ أَكَادُ أَسِيغُهَا، فَإِذَا غَفَلَ عَنِّي , جَعَلتهَا بَيْنَ الخِوَانِ وَالقَصْعَةِ، ثُمَّ قَالَ: يَا عُتْبَةُ، إنَّا نَنْحَرُ كُلَّ يَوْمٍ جَزُورًا، فَأَمَّا وَدَكُهَا وَأَطَائِبُهَا فَلِمَنْ حَضَرَ مِنْ آفَاقِ المُسْلِمِينَ، وَأَمَّا عُنُقُهَا فإلى عُمَرَ.
رواه ابن أبي شيبة (32918)، في المصنف ، وهناد بن السري في الزهد (695) , و الدارقطني في السنن 4/260ـ 261 (77) , و ابن عساكر في تاريخ دمشق 44/296 كلهم من طريق قيس بن أبي حازم به نحوه.واللفظ لابن أبي شيبة . إسناده صحيح، رجاله ثقات، وتقدم قريباً من وجه آخر عند مسلم ,

الرواية الثالثة :
عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ , عَنْ حُذَيْفَةَ , قَالَ: مَرَرْت , وَالنَّاسُ يَأْكُلُونَ ثَرِيدًا , وَلَحْمًا، فَدَعَانِي عُمَرُ إلَى طَعَامِهِ، فَإِذَا هُوَ يَأْكُلُ خُبْزًا غليظا , وَزَيْتًا , فَقُلت: مَنَعْتنِي أَنْ آكُلَ مَعَ النَّاسِ الثَّرِيدَ، وَدَعَوْتنِي إلَى هَذَا؟ قَالَ: إنَّمَا دَعَوْتُك لِطَعَامِي، وَذَاكَ لِلمُسْلِمِينَ.
رواه ابن أبي شيبة (32919)، في المصنف ، وأحمد في الزهد 1/121 كلاهما عن زيد بن وهب به. نحوه.واللفظ لابن أبي شيبة.
حسن لغيره , فيه : سليمان الأعمش , وهو مدلس , ولم يصرح بالسماع، وبقية الإسناد ثقات، ولكن يشهد له , ويقويه , ماتقدم قبله بمعناه من أثر عتبة بن فرقد.


تأمل الموقف :
تجلب الأطباق الشهية , العظيمة المليئة بما لذ وطاب , مما تشتهيه النفس , وتسر به العين , بل ربما لا يستطيع الإنسان إلى تمالك نفسه من ذوقها , وتناولها , لما فيها من الجاذبية , والإغراء .
يجلب (الخبيص) وهو طعام مخلط , لذيذ , متعدد المقادير , حلو الطعم , إلى الفاروق محملا بأطباق كبيرة من أذربيجان ـ وهي مملكة عظيمة فيها خيرات واسعة , وفواكه جمة , فتحت في خلافته رضي الله عنه , وهي اليوم استقلت من روسيا ,وغالب أهلها مسلمين ــ ,
أهداه له قائد الجيش ، وهو يطلب البر بأمير المؤمنين , لما يرى فيه من البذل والتوجيه , والمتابعة , ولما وجد في نفسه من الحب لهذه الشخصية الفريدة , التي كان لها الدور المساند في النصر , فَقَالَ: لَوْ صَنَعْتُمْ لأََمِيرِ المُؤْمِنِينَ مِنْ هَذَا ؟ بعد أن أعجبه طعمه ,
ثم وضعه في سفطين (وعائين) وفي رواية سلال , وحملها على بعيرين , وكتب معها حثا للقبول , كتب لعمر : إنَّك رجل تَقْضِي مِنْ حَاجَاتِ النَّاسِ أَوَّلَ النَّهَارِ، فَإِذَا رَجَعْت أَصَبْت مِنْهُ , أي أن هذا الطعام الحلو يعينك ويقويك على التحمل ,
,
فلما قدم له الطعام كان أول سؤال :
هل كل المسلمين سيتناولون مثله ؟
أَكُلَّ المُسْلِمِينَ يُشْبِعُ مَنْ هَذَا فِي رَحْلِهِ؟
فلما أخبر أنه ليس بالإمكان إشباع المسلمين من هذا النوع , لأنه يحتاج تكاليف باهظة , وأن هذه وجبة خاصة بالخليفة , ولا يمكن توفيرها للجميع ,
لم يستطع أن يمد يده حتى لفضول التذوق فضلا عن الأكل , مع أنه طعام قدم له من قائد الجند , وطابت به نفوس القوم لتقديمه له , وقطعت من أجله المسافات , ولكن صاحب النفس العالية المتعالية على هواها , وملذاتها لم تستسلم للرغبات ,
لم ينشغل الفاروق بملذات البطن , وهو يتحمل مسؤولية المسلمين ,
لا تطاوعه نفسه بالتميز على عامة الناس فضلا أن يتميز على فقراءهم ,
لقد أخذ منه هاجس المحاسبة الربانية كل مأخذ , فلم يرض لنفسه أن يتناول شيئاً لا تطاله أيدي المسلمين ,

وعندها قدم الفاروق عتابه القوي المؤثر الذي لا يتمالك سامعه إلا الإذعان لقوة حجته , وصدق معناه , ووقع تأثيره ,
قال له :
فَإِنَّهُ لَيْسَ مِنْ كَدِّ أَبِيك, وَلاَ مِنْ كَدِّ أُمِّك , أَشْبِعْ المُسْلِمِينَ , مِمَّا تَشْبَعُ مِنْهُ فِي رَحْلِك.
فيا ألله وجبة طعام لم يتساهل معها ؟!! ,
فكيف لمن أذنت لهم نفوسهم التطاول على أموال المسلمين , وأكل حقوقهم بغير وجه حق ,
عمر خاف من التوسع في المباح , وغيره للحرام استباح ,
عمر لا يريد التميز عن الرعية , وغيره أشغله كبره وغيّه ,
أين منّا تفهم هذا المثال ؟ الذي يستغنا به عن كثير من المقال ؟

وفي الموقف أيضا :
لم يأكل من طعام الثريد , واللحم الذي يقدم من بيت المال للفقراء , والوافدين , فيتركهم يتلذذون بالطعام الشهي , ويرضى بطعامه الخشن , ومادته : الخبز الغليظ والزيت ,
خلبفة المسلمين من ملك الأرض من أقصاها إلى أقصاها يأكل الخبز الخشن والزيت , وإن أكل من اللحم اختار لنفسه الرديء (الرقبة ) , الذي يصعب مضغه , وترك للمسلمين الطيب , واللين !!! ,
لقد قدم للأمة درساً في عفة النفس , وفي المساواة بين الراعي والرعية , وفي الورع عن يسير الشبه , فمتى نستفيق ونستن بسنته رضي الله عنه ؟
.


انتظروا قريباً الحلقة الثالثة من المواقف العمرية

عيد السلطاني 11-09-2008 02:31 PM


اسأل الله العلي القدير أن يكون هذا العمل في ميزان حسناتك .

وجزاك الله عنا خير الجزاء .

لله درك يا أبا عثمان .

أنتظر الثالثة ......................... ومتابعة مستمره بلا نقطاع .

تحياتي ................................. الغطاس

أبو عبدالرحمن

علي القدير 11-10-2008 10:36 AM

اخي ابو عثمان
لم يترك لي اخوتي ما اقوله وارجو من الله ان يسدد خطاك

راعي العليا 11-15-2008 02:34 PM


الفاروق
بارك الله فيك ابا عثمان جهود تشكر عليها واعرف كم هي متعبه

حسين الهادي 12-16-2008 04:21 AM

الأخ ابو عثمان: جزاك الله خيراً فعمر بن الخطاب رضي الله عنه من الشخصيات التي نقف أمام سيرتها ولا يكون بيدك سوى الانبهار فقــــــــــــــــــــــــــــــــط الانبهار
فخذ من شخصيته إن استطعت ما شئت.
احب أن اورد شهادة خالد بن الوليد به رضي الله عنهم:
جاء رجل الى خالد وقال له: ان الفتن قد ظهرت,فقال: وابن الخطاب حي,انما تأتي بعده.
رحم الله عمر رضي الله عنه فقد كان باباً مغلقاً في وجه الفتن والخلافات.

داهية 02-04-2009 09:13 PM

طولت الغيبة يابو عثمان عسى المانع خير

أبوفارس 03-07-2009 01:36 AM

ما أجمل ما كتبت يا أباعثمان
موقف يدل على تواضع أمير المؤمنين يعطي دروساً للأمة عبر تاريخها

لله درك يا أبا عثمان

عوض جبيب 06-25-2009 05:12 AM

يلغى التثبيت

وكل الشكر للاخ الدكتور ابو عثمان على جهوده واجتهاده



ارق التحاااايا


الساعة الآن 08:49 PM

Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved. diamond